لا تَحْسَـــبَنْ يَومــاً تُخــادعـهُ الرَّدى
*** و تَعيش فـــي كَنَــفِ الحَيـــاةِ مُخلَّـدا
تَبْنــي قُصـــوراً منْ خَيـــالاتٍ الهَوى
*** فَتضيـــعُ أحـــلامٌ علـــى آتٍ سُــــدى
إنْ كنْتَ في طـــاعـــاتِ ربِّــكَ طـالباً
*** تَــرْنـــو إلى نـــورِ الإلــــهِ لتَسْـــعَدا
لَرَأيتَ فـــي حــــاراتِنـــا و بُيــوتِنــا
*** سَــكناً لكـُـــلِّ التَّـــائبيــــن وَ مَعْبَــدا
أو كنْـتَ تَسْــعى للفَـواحِـش راغِـبــاً
*** لَلقيتَ ضــالاً فـي الحَيــاةِ و مُفْسِــدا
وجْهـــانِ وجْهٌ للسَّــماحَةِ و الهُــدى
*** و الآخَــرُ الغافـــي بِعِصْــيانٍ شَــــدا
و إذا المَصــائبُ كَشَّــرَتْ عنْ نابِها
*** و الظُّلْم أوغَرَ في الصُّدورِ و أزْبَـدا
و تَتــابَعَـــتْ هـــزّاتُهـــا مُرْتَـــــــدَّةً
*** كالبَرْقِ أومَضَ في الضُّلوعِ و أرْعَدا
جُنَّــتْ بِنـــا آلامُنـــــا حتّـــى غَــــدَتْ
*** ضَيــفــاً ثقيــــلاً أو ظَـــلاماً ســرْمَدا
أمضيْـتُ أيـَّـامـــاً بَرانـــي شُــؤمُهــا
*** لَمّـــا أَجِـــدْ يَــوماً يُضيءُ و لا غَـدا
يرتد لحـنُ الحزن فـــي أعماقنا
*** صوت تَرافَقَ في المَوَاجعِ و الصَّـدى
قدْ كــانَ مِثْلَ سـَـحابِ صَيْفٍ يَنْجلي
*** و اليــومَ أضْــحــى قائِمـاً مُتَسَــيِّدا
الهــمُّ يهْـــوانــي و أكْـــرَهُ ظـــلَّـــهُ
*** وَجَـــدا بِروحـِــيَ في عِنـــادٍ مَقْعَدا
ما بُحْتُ لولا الدَّمْعُ أظْهَرَ شــقْوَتي
*** مُتَــرَقْــرِقـــاً فــي مُقْلتَــيَّ فَأَجْهَــدا
إنّــي إلـــى تِلْكَ العَـــوالـِــمِ أنْتَمـي 
*** قَلْبــي بِهـــا رُغْـــمَ الهُمـومِ تَوَرَّدا
مَهْمــا تَعاظَمَتِ الخُطوبُ فإنَّ لــي 
*** أمَـلا على دفْـــعِ الصِّعـابِ تَجَـرَّدا
ألقَيــتُ فــي رحِمِ الزَّمانِ مَوَدَّتـي
*** وَ رَسَمْتُ منْ تِلْكَ الأماني مَولِـدا
لمّــا رَجِعْـتُ رأيتُ نوراً يصطلي
*** فَأقام صبراً في الفُـــؤادِ و أقْـعَــدا
آنَسْــتُ نــاراً في دُروبِ إيـابِنـا
*** فَلَربمـــــا في غايَتـي أجِدُ الهُــدى
__________________
نضال قاسم السلومي