من هؤلاء التائهونْ الخابطون على التخومْ؟
أعْشى خُطا أبصارِهم رَهَجُ الزوابعِ والغيومْ ii..
والليل ينفُضُ فوقَهم من يأسِهِ قلقَ النجومْ
ويسوقهم زُمَراً إلى حفرٍ مُولولةِ الرُّجومْ
السَّوط يُرْفِل حولَها والموتُ أنْسُرُه تحومْ
والقيد يَخْصِفُ من iiصدو رِهِمُ المذَّلةَ والهمومْ
ويسومُهُم من عَسْفِهِ ولَظَاهُ أبشعُ ما يسومْ
فإذا غفَوا .. فعلى موا طئ كل جلادٍ غَشومْ
وإذا صحوا فعلى خُطاً للذُّلِّ خاشعةَ الرُّسومْ
من هؤلاء الضائعون؟ أفهؤلاء المسلمونْ؟!
أبدا!! تُكذِّبُني، وتر جُمني الحقائقُ والظُّنونْ ..
أبداً .. وكيف؟ وفي يمينِهُمُ كتابٌ لا يهونْ
أبداً .. وكيف ودون iiسطـ ـوتِهِ وتَنْتَحَرُ القُرونْ
ويَبيدُ طغيانَ العُتا ةِ، ويَهلِكُ المتجبرونْ
ويخِرُّ بين يديه مِن وهجِ الضياءِ الغاشِمونْ
الفاسدون، المُفسدون الظالمون، المُظْلِمونْ
الشَّاربون الدَّمعَ ممن في المجازرِ يصرخونْ
السائقون الخلق َكا لقُطعانِ ساجدةَ العيونْ
مبهورةً، منهورةً بالسوطِ، تجهلُ ما يكونْ
بلهاءَ، روَّعها الصَّدى واجتاح قِينَتَها الجُنونْ
وأحالَها عدماً يُكبِّر للرَّدى .. لو تسمعونْ!
مَنْ هؤلاءِ الخانِعونْ أفهؤلاءِ المُسلمونْ؟!
أبدا!! تُكذِّبُني، وتر جُمني الحقائقُ والظُّنونْ ..
أنا منهُمُ .. لكنني نَغَمٌ بِسَمْعِهمُ شريدْ
ربَضَت به الأصفادُ .. iiبل طَحَنَته غمغمةُ العبيدْ
وجُؤَارُ شرقٍ مبدىءٍ بأنينِ أمَّتِهِ مُعيدْ
أبكي عليهم .. أم عَلَى غلٍّ يكَبِّلني شديدْ!
إنا هجرنا الله … هِجْرَتُنا لشيطانٍ مريدْ
عاتٍ تروِّضُنا حضا رُته لكل هوى مُبيدْ
ولكلِّ من يُحيي لنا الإسلامَ في كفنٍ جديدْ ii..
نسجَته أخْيلَةُ العصورِ السُّودِ مُذْ زمنٍ بعيدْ
لِتُحيلَ دِينَ ‘محمدٍ’ وهماً على نعشٍ مجيدْ
وإذا الجِنازَةُ لوعةٌ حَرَّى مشَيِّعُها سعيدْ
مَنْ هؤلاءِ الهالكونْ أفهؤلاءِ المسلمونْ؟!
أبدا!! تُكذِّبُني، وتر جُمني الحقائقُ والظُّنونْ ..
من كان للإسلامِ، فليضربْ بمعولِهِ الفسادْ
فيصيحُ باللصِّ العَتيِّ : كفاكَ مِن شِبَعٍ وزادْ
ويصيحُ بالفاسق : إيَّاكُم وأعراضَ العِبادْ
ويصيحُ بالطَّاغينَ : أسرفتُمْ، لكُلِّ مَدىً نفادْ
ويصيحُ بالباغينَ : ويحَكُمُ، لقد ذهبَ الرُّقادْ
ويصيحُ بالغاوينَ : وَيلَكُمُ، إذا حان الحَصادْ
وطواكُمُ حدُّ المناجِلِ : بين أذرُعِهِ الشِّدادْ
ونظرتُمُ .. فإذا الظَّلامُ عليكُمُ حَنِقُ السَّواد
ريحٌ مصر صرة الزئيرِ كأختِها في يومِ ‘عادْ’
تَسقيكُمُ من ويلِه وخرابِها حُمَمَ الرَّشادْ ii..
مَنْ هؤلاءِ الصَّاغرونْ أفهؤلاءِ المسلمونْ؟!
التائِبونَ، العابدونَ، الراكعونَ، الساجدونْ!!! 
شعر:محمود حسن إسماعيل