غرِقْتُ حقًّــا فأيْنَ الظِّــــلُّ وَ السّكَــنُ
وغرَّنِــي ربَّمَــا الشَّيْطــــانُ وَ الفِتَــنُ ؟
*
مَاعُدْتُ أعْرفُ نفْسِـــي أينَ أسْجنُهَــا
كأنّهَــــــا هَـربَـتْ مِنِّــــي أتُــؤْتَمَــــنُ ؟
*
الأنَ أدْركُ أنِّــــي لعْبــــــــةٌ هَـرمَـتْ
ماعَـــادَ ينْفعُهَــــا ثَــــوْبٌ وَ لَا بَـــدَنُ
*
يَاليْتنِــــي كنْتُ مثْـــلَ الأمْسِ أغْنِيـــةً
خضْراءَ يعْشقُهَـــا العبَّـــادُ وَ الشَّجَـنُ
*
أوْ كنْتُ فِي كنَـفِ الإسْـــلامِ منْتَصِبًـا
أزيِّنُ الشّمْسَ فِي أعْماقِ منْ سُجِنُـوا
*
لهْفِــي علَى أمَـــــلٍ جرَّعْتُـــهُ كَذبًـــا
أوْ شمْعَــــةٍ دُفِنتْ فِي قلْبِ منْ دُفِنُـوا
*
لهْفِــي علَى وَتَـــــرٍ فجَّرْتُـــــهُ غَـزَلاً
حتَّى غَزانِي وَ كانَ الجرْحُ وَ الحَزَنُ
*
بأيِّ وجْــــهٍ أقُـــودُ اليَـــــومَ أمْنِيــــةً
ودَمْعتِــي فِي يَدِي صَفْراءُ تُحْتَضَــنُ ؟
*
أبْكِي و أبْكِي و فِي الأعْمــاقِ قنْبلـــةٌ
لوْ أنَّها انْفجــرتْ مَا ضمَّهَـــا كَفَــــنُ
*
متَى متَى تزْهــرُ الآفـــاقُ يَا مَطـــرًا
ويبزغُ الشَّوقُ في أعْمـاقِ منْ وَهَنُـوا ؟ 
*
لمْ يبْـــقَ لِي غيْرُ هَذا القيْــدِ أحْرقُـــهُ
لكنَّنِــــي قلْتُهَــــا بـلْ زادَتِ المِحَــــنُ
*
أينَ المسـَـــاجــدُ كمْ كــانتْ تُزيِّننِـــي
ضمْـآنُ يقْتلُنِـــي التَّـــاريخُ وَ الزَّمَــنُ ؟
*
فـارَقْتهَـــا وَدُمُــــوعُ البيْـنِ تحْملُنِـــي
شوْقًـــا إليْهَــا فهلْ منْ بعْدِهَــا سُفُــنُ ؟
*
تبْقى الصَّــلاةُ طَريقًا كلَّمَـا انْتَحَــرتْ
هَـــذي القُلــوبُ فعُــــذْرًا إنَّهَـا الفِتَـنُ
محمد الصالح بن يغلة