ما للقصيدةِ لا تقومُ ولا تَثُورْ؟!
شَوْهاءُ تَملؤها عَصيَّاتُ البُثورْ
اليومَ أسألُها تُجيبُ بِحُرقةٍ:
ما لي وقدْ عبَّأتَنِي كَذِبًا وزُورْ؟!
ما لي إذا ضَيَّعتَنِي وسحَلْتَنِي
ورَمَيْتَنِي كسفينةٍ فوقَ الصُّخورْ؟!
ما لي وقدْ مَزَّقْتَ جِلدَ كرامَتي
وجَعَلتَنِي أُضحُوكَةً بينَ الحُضورْ؟!
الشعرُ ليسَ طلاسمًا ووساوِسًا
وحديثَ هلوسةٍ وشيئًا منْ قُشورْ
الشعرُ ليسَ حماقةً وكآبةً 
ونَعيقَ ساقيةٍ تَدورُ ولا تَدورْ
الشعرُ ليسَ حكايةً مَبتورةً
ومُوَاءَ قِطٍّ لا تُخلِّدُهُ العُصورْ
الشعرُ أغنيَةٌ تُحلِّقُ عاليًا
فوقَ المَنارةِ والسَّحابةِ والطُّيورْ
الشعرُ عذراءٌ يُراوِدُ بَوْحَها
نُوَّارُ أُمسيَةٍ وأشواقٌ تَفورْ
تَبًّا لعصرٍ تائِهٍ باسمِ التَّمدُّنِ
سوفَ يَقتلِعُ الجمالَ مِنَ الجُذورْ
تَبًّا لسُخْفِ مشاعرٍ لمْ تَشتَعِلْ
بِجُمُوحِها وجُنَونِها بينَ السُّطورْ
تَعْسًا لكلِّ قصيدةٍ ما حرَّكتْ
مِليونَ عاصفةٍ بأعماقِ الصُّدورْ
لا شأنَ لي فيما تُثرثِرُ يا فتى
ما دمتَ سيَّافًا لأعناقِ الزُّهورْ
مؤيد الشايب