أبتاهُ مالكَ تعشقُ الجوَّالا
وأنا أعاني الصَّدَّ والإهمالا!
*
لمّا أراهُ على يمينكَ دافئا ً
أجدُ امتهانيَ من ضلوعكَ سالا
*
وإذا رأيتكَ عاكفا في خلوة ٍ
أدري بأنكَ تستفِز ُُّ غزالا
*
في كلِّ يوم ٍ كي تحسِّ بوحشتي
أبكي وأكثِرُ ضجَّة ً وسُعالا
*
لكنَّ بالكَ في الحروف ِ مسافرٌ
وأنا هنالك أمضغُ الإذلالا
*
أجري وأسقطُ دون وعي ٍ منكمُ
هذا لأني مثقلٌ أغلالا
*
النتُّ مَدْرَسَة ٌ فعوا منهاجها
لا تجعلوها تفسد الأجيالا
*
بالله كيف أحبكم وأعزكم
وأنا أجوعُ محبة ً ودلالا
*
أنا لست فيكمْ لقمة ً أو شربة ً
بالله كيف أواجهُ الأهوالا
*
أبكي وأمسحُ دمعتي في وحدتي
فعلام لم تسألْ-ضناكَ- سؤالا
*
إنّ الأبوّةَ رحمة ٌ ومودّة ٌ
تهَبُ الأمانَ وتزرعُ الآمالا
*
أماهُ مالك ِ تعبثين َ بعيدة ً
هل جفَّ عطفٌ كان فيك ِ زلالا!
*
هل تكتبين وتقرئين وحيدة ً !
أمْ في الخفاء ِ تغازلين رجالا!
*
ولقد رضعتُ العطفَ منك ِ مُدَللا
واليوم أرضعُ جفوة ً وضلالا
*
البيتُ قبْلَ –النتِّ- يَحكي جَنةُ ً
واليوم يَحْكي البؤسَ والأطلالا
*
أتعبتماني في الطفولة ِ ويْحَكُمْ
والبغضُ عَششَ في الضلوع ِ وطالا 
*
لا ريبَ أني سوف أكبُرُ حاقدا ً
لا تعذلاني إنْ تركتُ حَلالا
*
أنا ها هنا طفلٌ يتيمٌ يا أبي
وأراكما في ناظريَّ ظِلالا
*
ما عدتُ أعرفُ دِفءَ كفك َ يا أبي
يا ليتني …في بيتكم جوالا
___________
صبحي ياسين