نَمنــمْ جُروحـكَ و اغْتـربْ برشَـادِ
لاَ تنْفَعــــــلْ بمَعيَّــــــةِ الأحْقـــــادِ
*
يَا حلْمَنـا سِـرْ خلْف حُلْمـكَ عَاشقًا
لاَ تلْتفتْ إنْ كنتَ رمْــزَ جهَـــادِي
*
الجُــــرحُ يبْقـى جنَّــــةً محفُـــوفـةً
لــوْلاهُ مَا انْتفَضتْ رُؤَى الأمْجــادِ
*
هيَّـا لتغْـــرسَ زهْــــرةً مغمُـــورةً
أوْ أنْ تعَــانــــقَ شمْعــــةَ الأجْـدادِ
*
لَا لمْ تمُـتْ مَــــازالَ قلبُــكَ ثائِــرًا
رغْـم الدُّجَــى وَ سلاسِـــلِ الجَـلاَّدِ
*
قدْ صرْتَ أجمَــلَ نجْمـةٍ فِي ليْلنَا
وغَـــدًا تقـــودُ سفينَــــةَ الأحْفــــادِ
*
مَاجئتَ إلاَّ كـيْ تُجــــــدِّدَ فِكْــــرةً
وتقُـولَ إنِّـي لنْ أخـــونَ بِــــلادِي
*
إنْ كانَ قدْ سَرقَ الطُّغاةُ حضَارتِي
فلَسوْفَ يُولـــدُ منْ دمِـــي أولَادِي
*
يَـاشـعْبنَـــا يَـا مـنْ أراهُ بدمْـــعَـــةٍ
قَــاومْ لتُطفِـــئَ جمْـــــرةَ الحسَّــادِ 
*
فلَأنْتَ أكْبرُ منْ سِــــلاحِ عصَابَـةٍ
جهَــــرتْ بكلِّ مبَــــادِئِ الإلْحَـــادِ
*
اُكتبْ بكـلِّ عقِيــــــدَةٍ وَ عُروبَــــةٍ
تارِيـخَ منْ سحَـــرُوا عيُــونَ فُـؤادِ
*
زلْزلْ قلُـــوبَ عَدوِّنَـــا يَا شمْعـــةً
هَربتْ لتوقِــدَ فِي الدُّجـى أعْيـادِي
*
بئسَ الحضَـــارةُ كمْ فتكتِ بشعْبنَـا
أينَ العَدالــةُ كـمْ رسَمتِ حِـــدادِي؟
*
ولقدْ دفنْتَ حيَــاتَنَــــا وَ طُفــولَـــةً
سُحقتْ بكـلِّ فَظــاظَــــةٍ وَ عِنــــادِ
*
مَاعادَ يجْمعُنَـــا المَصيـــرُ وَ إنَّنــا
خلفَ الشُّمــــوعِ بفِكرهَــا الوقَّـــادِ
*
دعْني أحلِّـــقُ فِي المَـدى مُتمَــرِّدًا
فمَتـى ترفْــرفُ فـوقَ كـلِّ جمَـــادِ ؟
*
يَازهْــــرةً فِي قلْبِ كلِّ مجَـــاهـــدٍ
إنِّـي بحبِّــــكِ قدْ عشقْتُ مُــــرادِي
*
لا تذْبلِـــي لاَ تسْكنِـــي لاَ تغْرقِــي
حتَّى يُطــــــلَّ جَمـــــالُـــكِ الـوَلاَّدِ
*
آمنْتُ يَا وَطنِــــي الكبيـــرَ بثــوْرةٍ
وَبجنَّــــــةٍ منْ بعْــــدِ كـلِّ حيَـــــادِ
محمد الصالح بن يغلة