سِـــرْتُ يومــاً معْ حِماري
شـــارِداً، قلـــبي كَسِيرْ
في ضَميري ذِكْرياتٌ
أتعَبَتْ مني الضَّميرْ
تَنهَشُ الآلامُ قلبي
ذُبْتُ في هَمِّي الكبيرْ
وحِماري شارِدٌ – أيضاً – ومِثلِي
كانَ للقهْرِ وللفقرِ أَسِيرْ
وأمامي حُمُرٌ نامتْ على الذُّلِّ
وفي الذُّلِّ تسيرْ
تعبُدُ الأقزامَ … لكنْ ناطِقَةْ
وحِماري ناهِقٌ، لكنْ بدا فيهم أميرْ
وصحيحٌ أنهُ في البُؤْسِ يَحيا
مُنذُ دَهْرٍ قد سَلا طَعْمَ الشَّعيرْ
قُوْتُهُ الأوراقُ … والأفكارُ فيها
ولِهذا صارَ ذا فِكْرِ خطيرْ
يَسْكُبُ البَولَ على صورةِ مَنْ شاءَ ولا
يَــــخْشَى الــــخَفيرْ
يَزْرَعُ البَعْرَ أمامَ المَوكبِ السَّامي
يَرْفَعُ الذَّيْلَ … يُدِيرُ الظَّهْرَ لا يَخْشَى
صَغيراً .. أو كبيرْ
لو منَحْنا الجَحْشَ إنصافاً هنا
لارتقَى ثمَّ امتطَى أبناءَ جِنسِي
كيفَ لا، والشَّعبُ – جُلُّ الشَّعْبِ – خُدَّامُ الحَميرْ؟!
وحِماري – بِلِسانِ الحالِ – يَحْكِي:
إنَّ تِلكَ الحُمُرُ النَّاطِقَةْ
تَعْبُدُ اللهَ ولَكِنْ
أشْرَكَتْ في حُكْمِهِ الوَغْــدَ الحَقِيرْ .
***************
أحمد بن محمود الفرارجة.