كَمْ عشتُ في كَنَفِ الضَّياعِ مُكبّلاً
لا التِّيْـهُ فارقَنـيْ ولا أنا تارِكُــهْ
كمُسافرٍ جَعـلَ الظــــــلامَ دَليلَهُ
عَبثًا يَرى الدربَ الذي هوَ سـالِكُهْ
مـا للحَيـــاةِ رأيتُ مُتّسعًا وقَــدْ
ضاقتْ من الوطنِ الفسيحِ مَسالِكُهْ
أتْمَمْتُ في طلبِ الخلاصِ مَناسِكي
هَـلاّ انْقضَتْ للقمطريرِ منـــاسِكُهْ
يا كاتِبَ الأحـــزانَ حَسبُكَ أنّ لـي
وجعًا يُضـاحِكُنيْ أسىً وأُضاحــِكُهْ
بأنامليْ حِكْتُ السَّوادَ ولــــم يَزلْ
ثَوبَ الحِـــــدادِ مُكفّنًا بهِ حــائِكُهْ
فاقْصُصْ على سبأٍ حكـــايةَ مَوطنٍ
عَبثَتْ بهِ عَبْرَ الزمــانِ مَعـــارِكُـهْ
رُبّ امـرئٍ مُتعبِّدٍ فـي كوخـــــهِ
صَلَّتْ إلى جِهةِ الغُــروبِ مَـدارِكُهْ
أرأيتَ مَنْفِيًّا نَفتْــهُ جِــراحُــــــهُ
إذْ لَـــمْ يَجِدْ مَنْ للجِراحِ يُشــارِكُهْ
نأْيٌ وتِرْحـــــالٌ وغُصَّـةُ لاجِــئٍ
هُوَ هالِكٌ ما أخْطَـأتهُ مَهــــــالِكُهْ
مُــذْ أسْرَجَ المكـــلومُ صَهوةَ نأْيهِ
أبْكَى الديارَ كمـا بَكَتْــهُ أرائِكُـــهْ
تَقضيْ البيوتُ فَراغَهــــا بتساؤلٍ
مَنْ يَكتويْ بالـنَّـأي. هل سَيُبارِكُهْ
قحطان المطحني