أذَّنْتَ بِالْحَجِّ … لَبّى النّاسُ أَفْواجا *** وَقَدْ أَتَوْا يَطْلُبونَ الْعَفْوَ حُجّاجا
يَدْعونَ رَبًّا عَظيمًا لا شَريكَ لَهُ *** لا تَتْرُكَنَّ مِنَ الظُّلّامِ حَجّاجا
يا مالِكَ الْمُلْكِ، يا جَبّارُ، لا تَدَعَنْ *** لِمَنْ تَفَرْعَنَ لا قَصْرًا وَلا تاجا
وَانْصُرْ عَلَيْهِمْ شُعوبًا فَرَّقوا دَمَها *** بَيْنَ الطَّوائِفِ حينَ الْجَهْلُ قَدْ راجا
هَمَتْ دُموعِيَ لَمّا الْعَيْنُ هَيَّجَها *** مَرْأى الْحَجيجِ وَشَوْقي الْقَلْبَ قَدْ هاجا
ذَكَرْتُ أُمَّ الْقُرى لَمّا أَتَيْتُ عَلى *** جَناحِ شَوْقي وَقَلْبي نَحْوَها عاجا 
وَطُفْتُ بِالْبَيْتِ سَبْعًا خاشِعًا وَجِلًا *** وَالْعَيْنُ بَحْرٌ وَثارَ الدَّمْعُ أَمْواجا
سَعَيْتُ بَيْنَ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ … احْتَفَلَتْ *** روحي بِمَنْ قَلْبُها رَبَّ الْوَرى ناجى
فَفَجَّرَ النَّبْعَ إِكْرامًا لَها وَلِمَنْ *** بِنورِ إيمانِهِ النَّمرودَ قَدْ حاجى
وَقَفْتُ في عَرَفاتٍ مُطْرِقًا خَجِلًا *** وَزادَني كَرَمُ الرَّحْمنِ إِحْراجا
هَوَتْ ذُنوبِيَ بي يا رَبِّ مِنْ سَفَهي *** لكِنْ تَخِذْتُ دُعاءَ الرّوحِ مِعْراجا
كَمْ مِنْ صُروحٍ مَعاصي النّاسِ قَدْ هَدَمَتْ *** وَالتَّوْبُ شادَ بِفِضْلِ اللهِ أَبْراجا
يا رَبِّ إِنّي فَقيرٌ لِلَّذي ابْتَهَلَتْ *** إِلَيْهِ أَفْئِدَةٌ فيها الْهُدى ساجا 
هذي الْقُلوبُ أَكُفَّ الْخَوْفِ قَدْ رَفَعَتْ *** تَرْجو الْجَوادَ الَّذي ما رَدَّ مُحْتاجا
فَاغْسِلْ فُؤادي بِماءِ الْعَفْوِ مِنْ كَرَمٍ *** فَماءُ عَفْوِكَ، رَبّي، كانَ ثَجّاجا 
_________________
جواد يونس