هِــيَ اللُّغَـــةُ الـتـي تَسْمو جَـمَــالاً
كَتَاج ٍ فَـــوْقَ رَأْسِ الــكِـبْـريَــــــاءِ
.
هِيَ السُّحُبُ الـحَـلُـوبُ وَمَا عَدَاهَـا
كَـبَـرْق ٍ خُــلَّــب ٍ مِــنْ دُونِ مَــاءِ
.
لـقـد ذَاعَــتْ مَــكَـارِمُـهـا وكَانَتْ
نَـظَـائِــرُهَــا تَسِيرُ عـلـى حَـيَـاءِ
.
لـقـد حَـمَـلَـتْ لـواءَ الـعِـلـمِ دَهْـرًا
وما زالـــتْ مَـعِـيـنًـا للــضـيـــاءِ
.
مَــؤُونَــــةُ شَاعِــر ٍ وَغِـنَــى أدِيــب ٍ
خَــلَاقٌ لا يُــضـاهَـى في الــثَّــــراءِ
.
ولـيس بـلَـــوْذَعِــيٍّ مَـــنْ تَـرَاخَـى
فلــم تَــبْــلُـغْ بــه رُتَــبَ الــسَّـنَـــاءِ
.
وَمَــنْ يَــكُ حَـاذِقًــا فـيـهـا مُـجِـيـدًا
فسـوف يـــبــوء حَــتْـمًـا بـالـثَّـنَــاءِ
.
رَضعْتُ حُرُوفَهَا في المَهْدِ طِـفْـــلاً
وَصَـارَتْ كالحَلِـيـبِ مِـنَ الــغِـــذَاءِ
.
وَلَـــوْ غَـــرْبَــلْـتَـنِـي سَتَرَى يَـقـيـنًا
حُـرُوفَ الــضَّـادِ أُسًّا فــي بِـنَــائـي
.
عـلى وَقْـــعِ الـحُـروفِ أَطِيرُ شَوْقًـا
سَـعِـيـداً كـالـعَـنَـادِلِ فـي الـفَـضَـــاءِ
.
وَحِـيــنَ تُــنَــاوشُ الأدْوَاءُ قَــلْــبــي
فِإنَّ الـشِّـعْــرَ أنْـجَــعُ فــي شِـفَـائِـي
.
مَـقَـايـيـسُ الــجَــمَـــالِ لـــهـــا رِدَاءٌ
وَأَشْرُفُ حِــيــنَ آخُـــــذُهَــــا رِدَائِي
.
هَـــلُـــمَّ إلــــى مَــآثِــرِهَــا فـفـيـهـــا
مِــنَ الـــــذَّوْقِ الـمُـؤَسِّـسِ للــنَّمَـــاءِ
.
وَمَـا الـنَّـشْءُ الــذي نَـرْجُـوهُ يَـشْـقَى
وَتِـلْكَ حَـضَـارَتِي أَوْعَــتْ وِعَــائِـي
.
وَلَـسْـتُ أخَـــافُ مِـنْ عَـجَــم ٍ عَليْنَا
وَفَـــوْقَ لِـوَائِـهـمْ يَـعْـلـو لِـــــوَائِـــي
.
نَـسِـيـمُ الــوَرْدِ حِـيـنَ تُـصَـاغُ شِعْرًا
وَتَـصْـدَحُ بَـالـطَّـروبِ مِـنَ الـغِـنَـــاءِ
.
وَيَــكْــفِــي أنَّ بَـارِئَـنَـا اجْــتَــبَــاهَــا
فَـجَـاوَزَتِ الـثُّـرَيَّــا فــي الـــــعَـــلاءِ
.
وَلاءُ أَبـــــي وأمِّــــيَ يَـــعْـــرِبــــيٌّ
كَـآبَـائـيْ الأوائــــــل فـــي الـــــوَلاءِ
.
وَسَــوْفَ أعـيـشُ مـثــلَ أبــي وأمِّـيْ
وَأَبْــنَـــائِــــي كَـذَلِكَ مِـــنْ وَرَائِــــي
.
أنَـا ابْـنُ الـضَّـادِ لــي أصْــلٌ مَـكِـيـنٌ
وَفَــــرْعِي لا يُـــدانَــى فــي الـسَّمَـاءِ

__________
عزت الخطيب