إيـــرَانُ تَأبَـى وُجُــــودِي أيُّهَـا العَـــرَبُ
بِـأيِّ حَــــقٍّ تَقُــــودُ الحَــــــرْبَ يَا حَلَبُ ؟
*
مَا بَـالُهَــا تُحْـــرِقُ الأوْطَــــانَ جَاحِـــدَةً 
مِنَ اليَهُـــــــودِ أرَاهَـــــا اليَـــوْمَ تَقْتَـرِبُ
*
مُــذْ أبْحَــــرَتْ لَيْــلَــــــةً فِي قَلْـبِ أمَّتِنَـا
لَمْ تُشْرِقِ الشَّمْسُ بَلْ ضَاقَتْ بِنَا الحُجُبُ
*
كَأنَّهَـــا مَوْجَـــــــةٌ أمْسَتْ تُطَـــــارِدُنَـــا
لِيَغْــرَقَ الكَــوْنُ فِي أعْمَــاقِ مَنْ كَذَبُــوا
*
مَــازِلْتَ يَا عُمَــــرَ الإسْـــــلاَمِ شَمْعَتَنَــا
حَتَّى وَ لَوْ أضْرَمُــوا الحِقْـدَ الّذِي جَلَبُـوا
*
" عَلِــيُّ " مِنَّـا مَتَـى كَـانَتْ لَهُــمْ قِمَـــمٌ
وَنَحْـنُ أوْلَـى وَ بِاسْــمِ الـدِّينِ كَمْ صَلَبُـوا
*
هُنَــاكَ فِي اليَمَـنِ المَسْجُــونِ وَانْفَجَـرَتْ
أخْــلاَقُ كِسْـــرَى وَلَكِــنْ سَـوْفَ تَلْتَهِـبُ 
*
كُلُّ المَبَـــــادِئِ فَوْقَ الشَّــــامِ قَدْ سَقَطَـتْ
أهَكَـــذَا يُقْصَــفُ الأطْفَـــــــالُ وَ القُبَـبُ ؟
*
أمَّا العِـــــرَاقُ فَحَــــدِّثْ دُونَمَـا حَــــرَجٍ
مَـا كَــانَ يَسْقُـــــطُ لَـــوْلاَ أنَّهُــــمْ سَبَـبُ ؟

هَــلِ العَقِيـــــدَةُ أمْسَتْ لُعْبَـــــةً وَ دَمًـــا
أمْ أنَّهَـــا شَمْعَـــــةٌ مِنْ حَوْلِهَــــا الـكُتُبُ ؟
*
هَــــذِي العَمَـــــائِـــمُ آثَــــــــارٌ مُزَيَّفَـــةٌ
كَمْ يَخْتَفِــي تَحْتَهَــا الشَّيْطَــــانُ وَ النَّهَبُ
*
يَا مَنْ قَتَلْتِ شُعُـوبًــــا بَعْدَمَــا انْتَصَـرَتْ
عَلَى النِّظَـــــامِ الّـذِي مَـــــازَالَ يَغْتَصِبُ
*
لَوْلاَكِ مَا كُنْتُ خَلْـفَ الجُـــرْحِ مُنْتَفِضًـا
وَفِي دِمَائِـــي يَمُــوجُ القَـلْبُ وَ الغَضَـبُ
*
لاَ تَفْرَحِــي فَالشُّعُــوبُ اليَـوْمَ قَدْ عَبَـرَتْ
نَحْوَ الشُّمُــوخِ وَزَالَ الخَــوْفُ وَ العَجَبُ
*
كُـلُّ الدِّمَــــاءِ الّتِـي سَـــــالَتْ كَــأوْدِيَـــةٍ
لاَبُــدَّ أنْ يَصِـــلَ الإسْـــــلاَمُ وَ العَـــرَبُ
محمد الصالح بن يغلة