تَذَكَّــــرْ يَابُنَـــيَّ وَ أنْتَ تَأكُــــلْ
شُعُوبًــا لَمْ تَجِدْ سَكَنًــا وَ مَأْكَــلْ
*
تَـذُوبُ كَشَمْعَــــةٍ فِي كُـلِّ يَــوْمٍ 
تُعَــــذَّبُ أوْ تُهَجَّـــــرُ أوْ تُقَتَّـــلْ
*
حَـــرَامٌ بَعْدَمَـــا شَرِبَتْ ظِــلاَلاً
تَمُـــوتُ اليَوْمَ فِي ظَمَـإٍ وَ تَذْبُـلْ
*
أرَادَتْ أنْ تَقُـــولَ لِمَنْ سَقَــاهَـا
عَذَابًـا كَمْ سَجَنْتَ النَّاسَ فَاعْـدِلْ
*
أيَا فِرْعَـوْنُ قَدْ عَبَـرَتْ جُمُــوعٌ
لِتَغْرَقَ فِي دِمَاءِ الشَّعْبِ وَارْحَلْ
*
بِــلاَدِي لَنْ تَمُـوتَ وَ لَوْ أرَادَتْ
لأنَّ جُــذُورَهَـــا أزْكَـى وَ أنْبَـلْ
*
تَجَلَّـــدْ أيُّهَــا الوَطَــــنُ المُعَنَّــى
فَأنْتَ قَضِيَّـــةٌ مَاعُــدْتَ أعْــزَلْ
*
لِتَرْسُمْ فِي عُيُــونِ النَّاسِ فَجْـرًا
جَمِيــلاً هَادِئًـــا يَمْشِـي وَ يَبْـذُلْ

لَقَـدْ غَــرِقَ الجَمَـالُ بِكُلِّ لَـــوْنٍ
وَصَارَ المَوْتُ زَوْرَقَكَ المُفَضَّلْ
_________
محمد الصالح بن يغلة