11 يوليو, 2016 للهِ صِدْقُ نِسَاءٍ
(قصيدةٌ ألقيَتُها في مهرجان احتفالي بحافظات القرآن الكريم بتاريخ الأحد 05 شوال 1437ه الموافق لـ 10 يوليوز 2016م)
اَلْيَوْمَ يَنْطِقُ مَشْهُوداً لَهُ الْعَمَلُ … حُقَّ الْهَنَاءُ وَحُقَّ الْفَخْرُ وَالْجَذَلُ
حُقَّ التَّحَدُّثُ بِالنُّعْمَى عَلَى مَلَأٍ … وَالنَّفْسُ بَيْنَ رُبَى الْقُرْآنِ تَنْتَقِلُ
وَالْقَلْبُ فِي حُلَلِ الآيَاتِ مُبْتَسِمٌ … نِعْمَ الْحُبُورُ وَنِعْمَ الآيُ وَالْحُلَلُ
وَالرُّوحُ تَحْمَدُ مَوْلاَهَا وَتَشْكُرُهُ … تَرْجُو الْقَبُولَ وَللِرَّحْمَنِ تَبْتَهِلُ
حُقَّ السُّرُورُ فَإِنَّا أُمَّةٌ وَرِثَتْ … حُبَّ الْكِتَابِ وَبِالْحُفَّاظِ تَحْتَفِلُ
اَلْيَوْمَ عِيدُ كِتَابِ اللهِ عَلَّ بِهِ … تَغْشَى مَحَافِلَنَا بِالرَّحْمَةِ الظُّلَلُ
وَالذِّكْرُ يُرْسِلُ فِي الآذَانِ عِبْرَتَهُ … كَيْ تَسْتَجِيبَ بِعَبْرَاتِ الرِّضَى الْمُقَلُ
وَالشِّعْرُ يُنْشِدُ فِي حَفْلِ الْهُدَى طَرَباً … مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُ
اَلْيَوْمَ نَشْهَدُ تَتْوِيجاً لِمَنْ بَذَلَتْ … زَهْرَ الزَّمَانِ فَلَانَتْ فِي الْمُنَى السُّبُلُ
اَلْيَوْمَ تَحْمِلُ تَاجَ الذِّكْرِ مَنْ أَمَلَتْ … حِفْظَ الْكِتَابِ وَجَدَّتْ فَازْدَهَى الأَمَلُ
إِنَّ التَّزَكِّيَ بِالْقُرْآنِ لِامْرَأَةٍ … أَجْدَى وَأَنْفَذُ مِمَّا يَقْدِرُ الرَّجُلُ
تُجْدِي السِّقَايَةُ فِي الأَجْيَالِ إِنْ شَرِبَتْ … لَفْظَ الْقُرَانِ نُفُوسٌ مِنْهُ تَكْتَحِلُ
فَالطِّفْلُ تُبْصِرُ نُورَ الذِّكْرِ فِطْرَتُهُ … وَالْحَقُّ يُنْشِئُهُ عَدْلاً فَيَعْتَدِلُ
وَالْعُودُ مِنْهُ يَظَلُّ الْعُمْرَ مُزْدَهِراً … غَضَّ النَّضَارَةِ إِنْ أَقْرَانُهُ ذَبُلُوا
وَالْقَوْلُ مِنْهُ سَدِيدٌ بَيِّنٌ سَلِسٌ … يَأْتِيهِ مُنْتَقِياً أَوْ شَاءَ يَرْتَجِلُ
إِنَّ الْكِتَابَ لَيَحْمِي النَّشْءَ مِنْ عَبَثٍ … وَالأُمُّ تُزْهِرُ قُرْآناً هِيَ الْمَثَلُ
اَلأُمُّ جُنَّةُ غَرْسٍ إِنْ تَهَدَّدَهُ … فِي بَدْأَةِ الْعُمُرِ الآفَاتُ وَالدَّغَلُ
مِنْ حِرْصِهَا لُغَةُ الْقُرْآنِ فِي كَنَفٍ … أَنْ يَسْتَبِيحَ حِمَاهَا فِي الْوَرَى الْعَطَلُ
اَلأُمُّ مَدْرَسَةُ الأَجْيَالِ مَا زَرَعَتْ … رَسْمَ الْكِتَابِ فَلاَ وَهْنٌ وَلاَ مَلَلُ
وَالْحَافِظَاتُ لِقُرْآنِ السَّمَا عَلَمٌ … يَهْدِي وَيُشْرِقُ مِنْهُ السَّهْلُ وَالْجَبَلُ
وَالْحَائِزَاتُ وِسَامَ الْحِفْظِ زِدْنَ عُلاً … كَالْوَبْلِ يَبْدَأُ رَشّاً ثُمَّ يَنْهَمِلُ
نِلْنَ الْقِرَاءَةَ مِنْ حُفَّاظِنَا سَنَداً … وَالْعِلْمُ فِي سَنَدِ الْحُفَّاظِ مُتَّصِلُ
وَالْحِفْظُ فِي سَنَدٍ كَالرِّيِّ مِنْ نَهَرٍ … أَوْ كَالنَّخِيلِ عَلَى التَّمْرَاتِ يَشْتَمِلُ
أَوْ مِثْلَ شَهْدِ حَفِيظٍ مُثْقَلاً عَسَلاً … يَغْنَى الْحَفِيظُ وَيُوفِي الْحَاجَةَ الْعَسَلُ
للهِ صِدْقُ نِسَاءٍ لَمْ يَزَلْنَ عَلَى … عَهْدِ الْقُرَانِ فَهَانَ الدَّهْرُ وَالشُّغُلُ
للهِ دَرُّ نِسَاءٍ يَسْتَبِقْنَ إِلَى … حِفْظِ الْكِتَابِ فَهُنَّ الشَّامَةُ الأُوَلُ
للهِ شَأْنُ بُيُوتٍ لَمْ تَحِدْنَ بِهَا … عَنْ دَأْبِكُنَّ وَلَمْ يَعْلَقْ بِهَا كَلَلُ
إِنَّ الْبُيُوتَ بِحِفْظِ الذِّكْرِ لَهْيَ لَنَا … نِعْمَ الْبُيُوتُ بُيُوتُ اللهِ لاَ جَدَلُ
وَالْقَوْمُ إِنْ طَلَبُوا قُرْآنَهُمْ رُحِمُوا … عِنْدَ الْبُيُوتِ وَيَغْشَاهُمْ نَدىً جَلَلُ
أَنْتُنَّ رَحْمَةُ عَصْرٍ مُعْرِضٍ تَلِفٍ … أَنْتُنَّ أَكْرَمُ مَنْ تَحْفَى وَتَنْتَعِلُ
أَنْتُنَّ هِمَّةُ خَيْرٍ لَيْسَ تُدْرِكُهَا … شُمُّ الْجِبَالِ وَلاَ يَسْعَى لَهَا زُحَلُ
إِنَّ الْقُرَانَ رَبِيعُ الْقَلْبِ مَا رَغِبَتْ … نَفْسٌ إِلَيْهِ بِحُبٍّ لَيْسَ يُحْتَمَلُ
إِنَّ الْقُرَانَ ذَهَابُ الْهَمِّ مَا لَفَحَتْ … نَارُ الْقُنُوطِ وَضَاقَتْ دُونَهَا الْحِيَلُ
إِنَّ الْقُرَانَ نَذِيرُ اللهِ مَا فَزِعَتْ … نَفْسٌ إِلَيْهِ وَأَدْنَى حَبْلَهَا الْوَجَلُ
أَهْلُ الْقُرَانَ لَأَهْلُ اللهِ خَصَّهُمُ … بِالْقُرْبِ مِنْهُ عَطَاءً فَوْقَ مَا بَذَلُوا
وَالعَامِلَاتُ لِنَشْرِ الذِّكْرِ أَحْسَنُنَا … حَظّاً كَمَا عَمِلَتْ فِي الدَّعْوَةِ الرُّسُلُ
لَمْ يُودَعِ الْكَلِمُ الْقُدُّوسُ أَفْئِدَةً … إِلاَّ لِأَنَّ قُلُوباً لِلْهُدَى نُزُلُ
يَفْضُلْنَ بِالشَّرَفِ السَّامِي، وَلاَ شَرَفٌ … يَوْمَ التَّفَاضُلِ عِنْدَ اللهِ يُنْتَحَلُ
يَحْظَيْنَ يَوْمَئِذٍ بِالنُّورِ مُكْتَمِلاً … رَاقِي الْمَرَاتِبِ لاَ نَقْصٌ وَلاَ خَلَلُ
يَا سَعْدَ مَنْ كَنَزَتْ فِي الرُّوحِ أَحْرُفَهُ … لَمْ يُلْهِهَا أَبَداً عَنْ قَصْدِهَا بَدَلُ
يَا تَعْسَ مَنْ ذَهَلَتْ عَنْ رَبِّهَا وَجَرَتْ … فِي سَرْحِهَا فَرَمَاهَا الشِّقْوَةَ الذَّهَلُ
كَمْ بَيْنَ نِعْمَةِ مَنْ فَازَتْ بِبَارئِهَا …. يَوْمَ الْمَفَازِ وَسِيقَتْ فِي الأُلَى قُبِلُوا
سَوْقَ الْكِرَامِ وَمَنْ سِيقَتْ مُصَفَّدَةً … يَوْمَ التَّغَابُنِ إِذْلاَلاً لِمَنْ بَخِلُوا
جَازَى الشَّكُورُ نِسَاءً كَمْ سَهِرْنَ عَلَى … قَدْحِ الزِّنَادِ فَعَزْمُ الْحِفْظِ مُشْتَعِلُ
وَالْهَمُّ مُنْبَعِثٌ وَالْحَزْمُ مُتَّزِرٌ … وَالْقَصْدُ مُنْبَلِجٌ وَالْقَلْبُ مُتَّكِلُ
سُبْحَانَ مَنْ وَهَبَ الْقُرْآنَ بَسْطَتَهُ … حَتَّى أَحَاطَ بِهِ فِي حِفْظِهِ الْقِبَلُ
لَوْلاَ تَيَسَّرَ فِي ذِكْرٍ لَمَا قَدَرَتْ … نَفْسٌ عَلَيْهِ إِلَى أَنْ يَنْفَدَ الأَجَلُ
أَنَّى يُرَدِّدُ وَحْيَ اللهِ مَنْ نُسِجَتْ … فِيهِ الْخَلِيقَةُ تُرْباً مَسَّهُ الْبَلَلُ؟
تِلْكَ الْعِنَايَةُ يَا بُشْرَى لِمُدْرِكَةٍ … قَدْرَ الْقُرَانِ وَلِلأَغْيَارِ تَعْتَزِلُ
صَلَّى الإِلَهُ عَلَى الْمَبْعُوثِ أَحْمَدِنَا … لَوْلاَهُ مَا انْزَجَرَتْ عَنْ حَتْفِهَا الْهَمَلُ
لَوْلاَ النَّبِيُّ لَكُنَّا أُمَّةً فُرُطاً … نَأْتِي الْمَعَادَ كَمَا يَأْتِيهِ مَنْ جَهِلُوا
إِنَّ الرَّسُولَ بِخُلْقِ الذِّكْرِ مُنْتَصِرٌ … مَهْمَا تَقَوَّلَ مَنْ فِي الأَرْضِ أَوْ فَعَلُوا
إِنَّ الرَّسُولَ هُوَ الْقُرْآنُ، وَهْوَ بِهِ … هَدْيٌ تَشَخَّصَ لِلإِنْسَانِ مُكْتَمِلُ
صَلَّى عَلَيْهِ إِلَهُ الْعَرْشِ مَا لَمَعَتْ … شَمْسُ الْكِتَابِ وَأَسْفَى عَنْهُ مُنْخَذِلُ
الصادق الرمبوق-طنجة