قصيدة

يَـا بـَـاذخَ القـَــدْرِ إنَّ الشِّعـــر يَعتَـــذِرُ
مَـنْ ذا يَطـالُ مَقـَـامَ الشَّمسِ ياعُمَـــرُ
لمَّـا ذَكـَرتُـكَ وشَّـى الفَخْــرُ قـافيتــي
والحرفُ في حَضْرة الأفْـذاذِ يَزدهــر
والشَّهـدُ مـن قَلَمـي قَـد سَـالَ رائِقـُـهُ
والمسـكُ فـي عبَــقٍ قــد راحَ ينتثــرُ
كنـتَ العُتُــلَّ الـذي تُخشَى طبائِعـُــهُ
كنـتَ الغَـوِيَّ الـذي فـي غيِّيِـه بَطَـــر
منـكَ الجهـالـة قــد فَحَّـتْ ضـلالتُهــا
فأيـنَ وعيـُكَ .. حتى يُعبـَدَ الحَجـــر
سَمِعـتَ آيـاتِ (طَـه) فارتـويْـتَ بهــا
ورحــتَ فـي بـُـردَة الإيمــان تأتـــزر
آمَنْــتَ لمَّــا .. هَــداكَ اللــه .. تلبيـــةً
لـدعــوةٍ مــن رســـول النـّـور تبْتَــدر
لـولا خِصالـُكَ .. لـم تُــرفــع لمَـرتبــةٍ
مـاحَـازَهـا ..غيـرَ مَنْ للحـقّ.. ينتصـر
يارَغْبـةَ المصطفـى … عِــزّاً لبعـثتـــه
كيمـا تسودَ .. وعـودُ الكفـــر ينكســر
إنَّ الصّحـابـَةَ فـي الجَـوزاءِ أنْجُمُهـُـمْ
وأنـتَ فـي كفَّـة الهـادي .. لَهـُمْ قَمـَـر
صـرتَ الخليفـة … للإسْلامِ تَـرجَمَــةٌ
والفِقْـهُ مِنْ كَرْمِكُـمْ.. يُجْنى ويُعتَصَـر
كنــتَ الغَيـورَ علـى الأخلاقِ في دَأَبٍ
والعـزمُ..نهجـُك في الإفْتاءِ.. والحَذَرُ
آلَيْــتَ عـَـدلاً .. وللمظلــومِ تنصفـُـــهُ
والعَــدل مكرمـةٌ ..تـُروَى لهــا السِّيَـر
إنّ الخــلافَــة مُــذْ حُمِّلْــتَ واجبهــــا
يزهـو بهــا العـرب ..والأكـوان تنبهــر
أنـت الحكيـم نُهَــىً .. للحـقّ فَيصَلـُـهُ
بلْ أنتَ مَنْ عَجِزَتْ عن وَصفه الصُّوَر
أسْرَجـتَ للفَتْــح .. إيمـانـاً ومعتقــداً
قبـلَ الخيـولِ فَنِعــمَ الــرّأيُ والنَّظـــر
مَـرَّغْـتَ للفُـرس والـرّومان جبهَتَهُــم
مـازال يـذهــلُ مــن إِنْجــازكَ البَشــر
يافـاتـحَ القُـدس والـرّهْبـانُ شاهــدةٌ
أعطَيْـتَ درسـاً بِفَهْــم الدِّيـن يُعتَبـَــر
كنت الحضـارة فـي أسمى مـراتبهـــا
شيَّـدتَ مَجدَاً بسِفْـرِ الكـونِ يَنْسَطِــر
خلـَّدت فـي جبهــة التـاريـخ أمثلـــةً
تنثـال فـي ألــقٍ .. يَسْمُـو بهـا الكِبَــرُ
سَمَوْتَ إذْ تُنْصفُ القبّطِـيَّ من جَنـَـفٍ
وابـن الأكـارم ..عنـد الحُكـْم يَنْـزَجـِـرُ
مـن ذا يشـاطِــر عبــداً فـي مَطيَّتِـــهِ
نصـفـاً يقـود بــه .. والنصـفَ يعتمــر
والخوفُ مـن غَضْبـَة الرَّحمن تـَـدْرَؤُهُ
بالحرص حتى على الأنعام إن عثروا
تَيَتـَّـمَ العَـدلُ .. مـُذْ فـَارَقْـتَ دولتَــهُ
ومَنْطقُ العَـدلِ في الوجدان ينـدثــر
مـاخَــابَ جهــدٌ بعــزم الّلــه مُنعَقـــدٌ
إنـّــا إلــى نهْجــك الــوَضّــاء نَفْتقـــر
كــلُّ المنـاقـبِ تُنْسَى بعـد صـاحبهــا
إلّا العــدالــة.. مـِنْ ذِكــراكَ ..تفتَخــرُ
جلَّ المصـابُ . أبا حفـصٍ . بـدارَتِنـَـا
بـَلْ حَاقَنَـا القَتـلُ والتّدميـر والخَطَـر
ماعاد يكفيهـمُ .. صهيونُ في قُـدُسٍ
ومـا كفـى . ذَنَـــبٌ. بـالغـــدر يأتمـــر
تَكَـالبَـتْ ..مثلمـا قـال الـرسـول لنــا
جنـدٌ ..تُحَاذرُ مـن أفعـالهــا .. التَّتـَـر
هذي الطوائف مـن رومٍ ومـن عجـمٍ
لمَّـتْ بحقـدٍ وعهــرٍ كـلَّ مـنْ كفــروا
جـاؤوا بكـلِّ حَقـودٍ .. يبتغي هَـدَفـاً
وَأدَ العــروبــةِ .. والإسْـلامُ ينـدحــر
ما أحـوَجَ العـُربَ للفـاروق ينقـذهـم
هـلّا أتَيـْتَ ..فهـذي القـدس تنتظــر
______________
غياث سعد الدين عياش