رمـضان عـاد ولم يـعُـدْ بَـعـدُ
وطـنٌ عـلى الأوجـاع يـمـتـدُّ
..
هلَّ الـهلال وحاضري حـلُـمٌ
من كـثـرة الخـيـبـات يـنـهـدُّ
..
والنـور يوقـظ في مخـيـلـتي
ذكرى طواها الأمس والبعـدُ
..
شهر الـتـراحم ما لنـا وطـنٌ
لــقـدومـهِ أطــيـارهُ تــشـدو
..
بل قاصفات الموت في وطني
والـظـلم والأهــوال تـشـتــدُّ
..
رمـضـان عــاد ومـرةً أخــرى
يـأتي ولـيـس لـصبـرنـا حــدُّ
..
تـتـناوب الأحـقاب ضيـعـتـنـا
فإذا انقضى عهـدٌ أتى عهـدُ
..
ما زالت الأوجـاع تـكـتـبـني
شـعـراً عـلى الآهـات يـرتـدُّ
..
رمضان عذراً إنّ في لـغـتي
يطـغى أنيـن الروح والـوجـدُ
..
إذ كنتَ شهر الخير في زمنٍ
أجــواؤه الأنـــوار والـسـعــدُ
..
تـهفـو قلوب الصائـميـن بـه
لله حـتـى يـصـدق الـوعــدُ
..
عـتـقـاً وتـحـنـانـاً ومـغـفـرةً
وجـنـان خـلـدٍ ظـلّـهـا بــردُ
..
واليوم يا رمضان تسحـقـنا
ريح الردى والـكـون يـسودُّ
..
ضاع الزمان وأنت يا وطني
نـكـبـات أهـلك ما لـها عـدُّ
..
قـد كـنـتَ للـتـاريـخ ذروتـه
ويشعُّ في عليائـكَ المجـدُ
..
حتى تـعالى في مرابـعـنا
طـوفـانـهـا وتـعـاظـم المـدُّ
..
هي فـتـنـةٌ وظلام داجيـةٍ
فمتى ضياء صباحها يـبدو ؟
..
رمضان عـدتَ وما لكربـتـنا
الّا بـــقــايــا صـــبــرنــا ردُّ
___________
مثنى دهام