دَقَّتْ على بابِ الأَسى أيَّامي
وتَرعْرعتْ بينَ الضنى أحْلامي
كلُّ الحروفِ تَلعْثمتْ صَرَخاتها
واجْتاحَ سيلُ الحزنِ كلَّ كلامي
إنِّي الوَليدَةُ بينَ أضْرِحةِ الدُّنا
وبِجُبِها المكْروبِ باتَ مقامي
صاغَ العذابُ هويتي بِبَراعَةٍ
فغدوتُ خارطةً منَ الأسْقامِ
لا تعذلوني ..إنَّني عــَربيَّةٌ
كمْ سافرَ التاريخُ في آلامي
إنِّي الطفولةُ حينَ أجَّ فؤادها
مَذْبوحـــةٌ في أمةِ الإسلامِ
سوريــةٌ ليبيــةٌ مصريــةٌ 
يمنيةٌ بالقــدسِ باتَ تمامي
كمْ أطْربتْ أنَّاتُ قهْري زُمْرةً
كمْ مُتِّعوا بصَريرِ دكِّ عِظامي
يتراقصونَ على معازفِ صَرْختي
يسْتبْشِرونَ بوحْدتي وظــلامي
وأخو العروبةِ بالجهالةِ مُنْعَـمٌ
ما كانَ يومَ العســرِ بالمقْدامِ
لا خيرَ في رحمٍ تَئنُ جُذورُها
وتُساقُ أفرعها إلى الأوْهامِ
لنْ ينتهي حُزْني ولنْ ينْتابني
أَمــَلٌ أُجَدِّدُه بـِذي الأقوامِ
إنِّي هرمتُ وضاعَ صكُّ براءتي
وتكـدَّرَ الوجدانُ مـذْ أعــوامِ
وتَلاحمتْ خلفي الفَواجعُ كلها
وتكدستْ كلُّ الجراحِ أمامي
وتناثرتْ كلُّ الأماني منْ يدي
وتَعثَّرتْ في يأْسِها أقــدامي
وعلى دروبِ النصرِ تاهتْ خطوتي
فاخترتُ ظـلَّ الصابرينَ إِمامــي
مُتَكشِّفاً صارَ الهـــوانُ بأمَّتي
وغـدا الإباءُ مُــدَثراً بغمــامِ
هذي لمأساةٌ أُسَطِّـرُ نـَزْفها
فاستيقظوا يا أمَّـــةَ النـوامِ
مهما استباحَ الحزنُ كلَّ مداخلي
لنْ تهزموا بخنــوعكمْ أقْلامــي
هبة الفقي