قصيدة

فـيْمَ التَّـبَاكِي على الأطْلالِ وَالخُـطَـبُ
تَـبَّاً لكُـلِّ الــذي جَــادَتْ بِـهِ العَــــرَبُ
الشَّامُ ثَـكْلَى وَخَـيْلُ القَـوْمِ مُـضْرِبَةٌ 
عَــنِ الـصَّهِـيْـلِ فَـلَا عَــدْوٌ وَلَا وَثَــبُ
وَلَا وَلِـيٌّ شُـجَاعٌ هَــــزَّهُ خَــبَـــــرٌ 
عِـرْضُ الأكَــارِمِ فِي الـفَـيْحَاءِ يُغْـتَصَبُ
ويْلٌ لِـمَـنْ أفْـسَـدَ السلْطَانُ مَذْهَبَهُمْ 
فِي عَـهْـدِهِـمْ أبْـشَـعُ الآثَــامِ تُـــرْتَـكَـبُ
يَا شَامُ يَا دُرَّةَ الأوْطَــانِ يَــا حُــلُـمَاً 
يَشْـفِي الـنُفُـوْسَ إذَا مَا مَـسَّهَـا الـتَعَـبُ
طَالتْكِ أيْدِيْ بَنيْ الأنْجَاسِ فانْطَـفَأَتْ 
شَـمْـسُ الـنَّهَارِ وَ ضَاقَ المُـلْتَـقَى الرَّحِـبُ
وَهَـاجَرَتْ عَـنْ رُبَاكِ الطَّـيْرُ يَخْنُقُهَا 
دَمْـعُ الـرَّحِـيْـلِ وَقَـلْـبٌ بَـا تَ يُـعْـتَـطَـبُ
وَنَحْـنُ دَوْمَاً بِـيَوْمِ الكَـرْبِ شِيْمَـتُـنَا 
دَفْــنُ الـرَّؤوْسِ وَتَــرْكُ الخِـدْرِ يُـنْتَهَـبُ
مِـثْـلُ الِإمَاءِ يَـظَــلُّ الخَـوْفُ هَـاجِسَنَا 
حَـتّى انْتَهَـيْنَـا مِــنَ اللّاشَـيءِ نَـرْتَعـِـبُ
لَـطْـمُ الخُـدُوْدِ وَشَـقُّ الثّـوبِ عَـادَتُـنَا 
ثُــمَّ الوُقُـــوْفُ عَـلى الأطْـلَالِ نَــنْـتَحِـبُ
هَـذِي بِلَادِي جَـحِـيْـمُ الـحِـقْـدِ أحْـرَقَهَـا
تَـرْجُـو الـكُـمَـاةَ فَـلَا صِـنْـدِيْدَ يَــقْـتَـرِبُ
اللَّــهُ أكْـبَـرُ يَـا وَيْـليْ ويَـا أسَــفِيْ 
شَـعْـبٌ يُـبَــادُ وَتَـاجُ العِــزِّ يُسْتَلـبُ
وَمَعْـشَرُالعُـرْبِ فِـــي آذَانِهِـمْ صَـمَـمٌ 
بُكْـمٌ وَعُـمْيٌ فَـمَا ثَـارُوْا وَلَاغَـضَـبِوا
وَلَا تَصَـدَّى لِجُـنْـدِ الـشَّـرِّ جَحْـفَـلُهُــمْ 
وَلَا بِسَهْمٍ عَـلى سَاحِ الوَغَى ضَرَبُـوا
بَـلْ أسْمَعُـوْنَا سَـخِـيْفَ القَـوْلِ كُـلَّهُمُ 
جَـهْـرَاً ومِـنْ وَاجِـبَاتِ الدِّيْنِ قَـدْهَـرَبُوا
وَهَـيْئَةُ الأُمَـمِ الـعَــوْرَاءَ يُـرْعِــــبُهَـا
هُــرَاءُ وَغْـــدٍ زَنِـيْـمٍ مَــالَـهُ حَـــسَــــبُ
أبْـنَاءَ يَعْــرُبَ يَا أحْـفَــادَ مُعْـتَـصَــمٍ 
ذَاكَ الـذِي لَـوْ رَأتْـهُ الأُسْدُ تَحْـتَجِــبُ
كَـيْفَ ارْتَـضَـيْـتُمْ حَـيَـــاةً كُـلُهَا وَهَـــنٌ 
الــذُّلُّ دَوْمَـاً أَمِ الأمْــــجَـــادَ نَـرْتَـقِـبُ
هَــذَا صُـرَاخِـيْ بِحَجْـمِ الجُـرْحِ أُطْـلِقُـهُ 
لَـعَــلَّ نَارًا خَـبَـتْ تَـحْـيَا وتَـلْـتَهِــــبُ.
______________
خلف كلكول

يا سَيِّدي الْمُتَنَبّي لا تَلُمْ قَلَمي *** إِذا أَتاكَ حَزينَ الْحَرْفِ مُضْطَرِبا
حُروفُ شِعْري بِأَرْضِ الشّامِ قَدْ عَثَرَتْ *** وَلَمْ يُقِلْها كَريمٌ يُكْبِرُ الْأُدَبا
أَنّى يُجاري قَصيدًا أَنْتَ سَيِّدُهُ *** شِعْرٌ وَهذا زَمانٌ أَرْخَصَ الْأَدَبا
لا سَيْفُ دَوْلَتِكَ الْمَسلولُ في حَلَبٍ *** وَلا لَنا أَنْجَبَتْ بَيْداؤنا نُجُبا
عادَ (الدَّمْسَتَقُ) وَالثّاراتُ تَدْفَعُهُ *** لَمّا رَأى سَيْفَ أَعْرابِ الْخَنا خَشَبا
كَمْ مِنْ جُيوشٍ عَلى أَعْقابِها نَكَصَتْ *** وَمَرَّغَتْ في وُحولِ النَّكْسَةِ الرُّتَبا
لكِنَّها حينَ هَبَّ الشَّعْبُ مُنْتَفِضًا *** أَصْلَتْهُ نارًا غَدا في قَلْبِها حَطَبًا
كَمْ أَسْوَدِ الْفِعْلِ مَخْصِيٍّ نُسَوِّدُهُ *** وَما عَرَفْنا لَهُ أَصْلًا وَلا نَسَبا
لا الْخَيْلُ لا اللَّيْلُ لا الْبَيْداءُ تَعْرِفُهُ *** وَحَرَّقَ الشِّعْرَ وَالْأَقْلامَ وَالْكُتُبا
ما ثَمَّ مَنْ يَسْتَحِقُّ الْمَدْحَ في زَمَنٍ *** مِعْراجُ أَحْمَدَ فيهِ باتَ مُسْتَلَبا
جواد يونس