يَـا حَادِي الشِّعْرِ..خُذْ شعْرِي إِلَى بَرَدَى
قِـفْ بِي هُنَـاكَ وكَفْكِفْ دَمْعَ مَنْ سَجَدَا
.
وَضَـمِّـدِ الـجُـرحَ حُـبَّاً واجْـتـَرحْ مُـدُنَـاً
مِـنَ النَّـداوةِ واجْـعَلْنِـي هـُنَـاكَ فِـدَا
.
فِـدَاً لِــدَارٍ…وَحَــانُـوتٍ…وقُـبَّـــرَةٍ
وَوَرْدَةٍ رَفَـعَــتْ للـعَـابِــرِيْــنَ يَـــدَا
.
قِفْ بِي -عَلَى النَّـهْـرِ-لِي حُلمٌ وأغْنيَةٌ
لِـيَ الكَـمَانُ ولـِي لَحنِي وبَعضُ صَدى 
.
قِـفْ بِي هُـنَـالِـكَ أَيَــامَــاً وأَزْمِـنَــةً
قِـفْ بِـي …سَأتْـرُكُ نَـاياتِي لِمَنُ وُلِدَا
.
يَـا شَـامُ فِـي الصَّـدْرِ ضَـجَّتْ كلُّ قَافِيَـةٍ
"وبَـيْـنَ جَـنْبَـيَّ"ضَـجَّ الشَّوقُ وارْتَـعَـدَا
.
بِـهَا مَـرَرْتُ وكَـانَ الــضَّوءُ يـَحْـمِلُـنِـي
والفَـجْـرُ يَـنْـثـرُ مَـا بَـيْنَ البُيـوتِ نَـدى
.
مِـنْهَـا عَـبَرْتُ إِلَيْـهَـا حَــامِــلاً لُـغَـتِـي
وبَـسْمَتِـي وحِـكَـايَـاتِـي لِمَـن وَفَـــدَا
.
يَـا حَـادِيَ الشِّعْرِ عَـرّجْ نَـحْـوَ جَـامِعِـهَا
وَامْـسَحْ مِـنَ الدَّمْـعِ ما فَوقَ الخُدودِ بَدَا
.
دِمَـشـْقُ يَـا قـِبْـلَـةً يَمَّـمْـتُ وجْـهَـتَـهَـا
خُـذِي المَواويلَ ، غـَنّي لـلـضَّلالِ هُـدَى
.
خُـذِي فُـؤَادِي .. وأَقْلامِـي ومِـحْبَـرَتِـي
خُـذِي جَمِيْعِـي ولا تُـبْـقِي مـَعِـي أَحَـدَا
.
وأوقِـدي شَـمـْعَـةَ الـمَــاضـِيـنَ ثَـانِـيَـةً
وأَطْفِئي الدَّمْـعَ ، وابْـنِـي للغُـيومِ مَـدَى
.
هَـذِي دِمَـشْقُ ، فَراشَـاتٌ وسِرْبُ هَـوَىً
وطَـائــِرٌ زَارَ غُـصـْنَ الــرُّوحِ ثُـمَّ شـَدَا
.
هَــذِي دِمَـشـْقُ إِذَا أَبْـدَتْ مَـحَـاسِـنَـهَـا
"تَـنَفَّسَ الدَّهْـرُ فِـي حَـارَاتِـهَـا الصُّـعَـدَا"
ـــــــــــــــــ
محمّـد شـودب