جرح نازفٌ في الذاكرة الفلسطينية , فيه سقطت المدن الساحلية ’ وتهودت ’ وهجرها أهلها إلى مقابر المنافي تلك التي جردتهم من جنسيتهم الفلسطينية , ووزعتهم إلى أصقاع الأرض بمسمى (لاجئين) / فيه انتهت حيفا عروس المتوسط ’ وأصبحت عسقلان تدعى أشكلون ’ وبعد عشرين خيبة وخيبة صار يزورها أهلها سائحين بجنسيات أخرى ليذرفوا الدمع على أطلالها / فيه سقطت القسطل, واستشهد عبد القادر الحسيني , وما أدراك …! ما معنى أن يسقط الجبل, وينتهك شرف الزيتون في القسطل ؟ / نزف متجدد في ذاكرة الوجع الخالد فيه مجزرة دير ياسين , مُسحت القرية عن الوجود في العاشر من أبريل نيسان عام ثمانية وأربعين وافتخر بها المجرم مناحيم بيغن الذي أصبح فيما بعد رئيسا للدولة اللقيطة , قائلا : لو لم نذبح أهل دير ياسين ما هرب العرب من يافا إبريل نيسان دموع الصباحات وعويل الليالي , وسقوط يافا , وانهيار التلال ,ورحيل اليتامى , وذبح الرجال وصدى نواح فدوى طوقان واقفا على أطلالها يقول : على أطلال يافا يا أحبائي وقفتُ وقلتُ للعينين : قفا نبك إبريل نيسان ما الذي حملته لعكا ولجامع الجزار ؟,وماذا فعل أذان مسجدها فيك لتمنع رفعه , وتذبح مؤذنه ؟ ولم تكتف فعدت معاصرا ومحاصرا ومدمرا للمدن تفتش في شوارعها عن بقية حياة هاربة .

بقلم: أشرف حشيش