مــازال حـيَّـاً فـهـلْ مـازلـتَ تُـحْتَضَرُ؟
ذاكَ الـمَجُوسِيُّ فـي الأنحاءِ يا عُمَرُ
*
مـازالَ خِـنْجَرُهُ الـمَسْمومُ فـي يَـدِهِ
تـحـتَ الـظّـلامِ صــلاةَ الـفجرِ يـنتظرُ
*
فَــقُـلْ قُـبَـيْلَ رَحـيـلٍ كـيـفَ نـقـتلهُ؟
وكـيـفَ يـنـفعُ فــي مِـحْرابِنا الـحَذَرُ؟
*
مــازال يـرسـمُ ذاتَ الـجـرح خِـنْجَرُهُ
كـــأنَّ جــرحَـكَ فــي أرواحـنـا قَــدَرُ
*
تَــسَـرَّبَ الـسُّـمُّ فـيـنا عَـبْـرَ أزمِـنَـةٍ
حــتّـى تَـمَـكَّنَ مــن أبْـدَانِـنَا الـخَـوَرُ
*
وحـينَ يَـضْعُفُ ذاكَ الـسُّمُّ فـي دَمِنَا
تـرى (خُـزَاعَةَ) لاكَتْ لَحْمَها ( مُضَرُ)
*
كُلُّ السّيُوفِ اسْتَرَاحَتْ في مَفَاصِلِنا
وَجَـرحُـنَـا مِــنْ نِـصَـالِ الـغَـدْرِ يَـعْـتَذِرُ
*
لـقـدْ شَـرِبْـنا كُــؤوسَ الــذُّلِّ مُـتْرَعَةً
زَاغَـــتْ بَـصـائرُنا مُــذْ نَـافَـقَ الـبَـصَرُ
*
فَـنِصْفُنَا ( ابْـنُ سَـلولٍ ) خـلفَ أقنِعَةٍ
ونِـصـفُنا ( حَـمْـزَةٌ ) يَـغْـتالُنا الـخَـطَرُ
*
وَكُـــلُّ فِـتْـنَـةِ عَــصْـرٍ نَــحْـنُ نَـغـزلُها
كـــأنَّ ألـسُـنَـنَا فـــي غَـزْلِـهـا إبَـــرُ
*
وأصـبَـحَ الـظُّـلمُ فـي أحـوالِنا حَـكَمَاً
وغــابَ عَـدْلُـكَ خَـلفَ الـغَيمِ يـا قَـمَرُ
*
أخـبـارُنا مــا انـتهتْ يـا سـيّدي فـأنا
إلـيكَ مِـنْ ألَـمي أسْـرَى بِـيَ الخَبَرُ
*
ورغْـمَ مَـوْتِـكَ كُــلُّ الـظّـالمينَ لَـنَـا
يَغْتالُهم فَزَعٌ إنْ قـيلَ: هــــا عُـــمَــرُ
———–
أنس بن وليد الحجار