قصيدة

محاكاة لقصيدة (سلام من صبا بردى) لأمير الشعراء أحمد شوقي

لـغـيــرِكِ لا يـهـــزُّ الـقـلـــبَ خَــفْــقُ
ولا يُـضـنـيـهِ فـي الـتـرحــالِ شــوقُ
ولا ألـفـيــتُـــهُ انـفـطــرَ انـشــــغــالاً
عـلـى حسناءَ مـثـلِـكِ تـســــتـحـقُّ
فأنـتِ وخـافـقـي نـجـمـانِ.. عِـشـنـا
يـرافـقُـنــا مـــدى الأيـــامِ عـشــــقُ
وأنــتِ قـصـيــدتــي فـي كــلِّ حــبٍّ
وأنــتِ هــديـــلُ أغــنــيــتـــي الأرَقُّ
وإنــكِ بــرجــيَ الـفـلــكــيّ يـجــري
بـعـمـري كـيـف يـهـوى يـا دمـشــقُ
*******
دمـشـقُ.. ألـيـس ظـلـمـاً أن تُـوارى
رؤاكِ.. ويـســتـبــيــحَ رُبـاكِ سَــحْـقُ
يُــذيــبُ الــرُّوحَ تــقــتــيــــلٌ وهــدمٌ
ويــدمــي الــعــيــنَ تـرويــعٌ وحــرْقُ
وقد أمسـى الـنـحـيــبُ بـكـلِّ صـوبٍ
يَـصـيــخُ لـرَجْـعِــهِ غــربٌ وشــــــرقُ
وما يُـجـدي النـحـيـبُ إذا الـثـكـالـى
قَــرَعْــنَ بــهِ قـلـوبـــاً لا تَـــرِقُّ ؟؟!!!
*******
أنـا يـا شــــــامُ فـي بُـعـدي جـريــحٌ
وبـي مـن هـولِ مـا تـلـقَـيــنَ خَـنْـقُ
يُـشــــــرَّدُ فـي بــلادِ الـلـــهِ خَـلْــقٌ
ويُحشـرُ في سجونِ الـظـلـمِ خَـلْـقُ
وتــفــنـــى عــائــــــلاتٌ كــلَّ يــــومٍ
ولا يــهــتـــزُّ لـلـسَّــــــــــفّـاحِ عِــرْقُ
وحُـجّـتُـهُ بـقـتـلِ الـشـــعـبِ مَــيْــنٌ
فـكــلُّ طـبــاعِــهِ ظـلــمٌ وفِـســـــقُ
(إِذا مــا جـــاءَه طُـــــــلاّبُ حَـــقٍّ
يـقـولُ: عـصـابـةٌ خـرَجـوا وشَــقّـوا)*
كـفـى يـا أيــهــا الـطــاغــوتُ حـقـداً
أمـا يـكـفـيــكَ لـلأرواحِ زَهْــقُ ؟؟!!!!
أصَـفْـقـاً في رقـابِ الشــعبِ ظـلـمـاً
ولـلـمـحـتـلِّ في الـجَـوْلانِ عِـتْـقُ ؟!
وهل كـرسـيُّ حُـكْـمِـكَ صـار مُـلـكـاً
ومـيــراثـاً… وأنــتَ بــهِ الأحــقُّ ؟؟!!
هـنـا الـتـاريـــخُ يـكـتــبُ عـن جــراحٍ
لـهــا فـي الـقـلــبِ إيــلامٌ وعــمـــقُ
فـكـلُّ مـدائنِ الـشـــامِ اســتـحـالـت
إلـى طَـلَـلٍ …. ولـلـغــربـــانِ نَــعْــقُ
وهــاتــيـــك الـبـرامـيــلُ اســتـبـدتْ
فما في القصـفِ بيـن الـنــاسِ فـرقُ
أشــــــيـخـاً كـان.. أمْ أُمّـاً.. وطـفــلاً
مـن الأثــداءِ لــم يَـفْـتــأْ يُـــزَقُّ !!!!!!
فـمـهـــلاً أيـهــا الـطـاغــوتُ مــهـــلاً
بـنـو الـشُّـــــهـداءِ صِــيْــدٌ لا تَــعِـــقُّ
وهذا الـشـعـبُ في الـهـيـجـاءِ خيـلٌ
تُــثــيـــرُ بـهـــا غــبـــاراً لا يُـشَـــــقُّ
دمُ الـشــهـداءِ لـن يـبـقـى طـويـــلاً
بــلا ثــأرٍ ………. وإنّ الــثــــأرَ حــقُّ
فـســـــوف يـكـــونُ لـلأعــوانِ يـــومٌ
وســوف يـكـونُ لـلـسَّـفـاحِ مَــحْـــقُ
و(شـــوقـي) قـال يـومـاً مـلءَ صـوتٍ
لـهُ بــيــن الـــورى رعـــدٌ وصــعــــقُ
(ولـلــحــريــــةِ الــحــمــــراءِ بـــــابٌ
بـكـلِّ يـــدٍ مــضــرَّجـــةٍ يُـــدَقُّ)
شعر: عبدالكريم يونس

أيا منْ أتَيتُمْ لي لِشكوى بِبلوَةٍ
فَيا ليتكمْ تدْرونَ ما هُوَ أعظَمُ
أَضعتم حبيباً ما ؟ وَقدْ ضاعَ مَوطِني 
وقدْ جاسَ في داري رذيلٌ وَمجرمُ
وَربِّي الذي أعلى السَّما دون َحائِطٍ
سأَعدو كَمثلِ الليثِ والَّليلُ مُظلمُ
وسوف َأُعيد ُالدَّار َ رَغماً لأهلِها 
وَكُلُّ صروح ٍ شيدوها سَتُهدَم ُ
وكلٌّ من الأحرارِ يمشي بعِزَّةٍ
وكلٌّ من الأرذالِ حتماً سيندَمُ
فلا أَسَفٌ فالغاصبونَ كَدأبهم
هُمُ مِثلُ أذناب لهم سوف تُهزَمُ
مراراً نرى جيشاً عظيماً بعُدَّةٍ
ويُهزَمُ من رَهطٍ قليلٍ وَيُغنَمُ
فلا نعلمُ الملقى بساحِ كَريهةٍ
وكيفَ تَدور الدائراتُ وتُفهَمُ
وَعَيشٌ رأيتَ الغَمَّّ فيهِ كخَيمةٍ
وَلَومٌ ولُؤمٌ باللئامةِ مُؤلِمُ
وحُمَّىً بقلبي كمْ تَفوقُ تَحَمُّلي
وناسٌ تَراها بالغباءِ تَنَعَّمُ
وكلُّ خَسيسٍ قد يَحوزُ مَكَانةً
يَجورُ عَلَيْنا بالحَدِيدِ وَيَظلمُ
يقولُ بأنَّ الحقَّ دأب فِعالهِ
وَيُشهِدُ ربَّ الكَون دوماً وَيُقسِمُ
فبئسَ معاشُ المرءِ عيشُ رذيلة
فموتٌ كَريمٌ في المعَامعِ أَرْحمُ
___________
سعود أبو معيلش