أتيتُ بابَك ِ يا ليلايَ أرتجفُ
…………………..فقد تمَكَّنَ مني الخوفُ والتلَفُ
مَراكِبُ العشق ِ ضاعتْ عن موانئنا
……………..وصادَرَ الشوقَ مِنْ أعماقنا التَرَفُ
دَمْعُ القصائد ِ في الخدين ِ مُلْتَهِبٌ
…………………وطائِرُ الشؤْم ِ في أحداقنا يقفُ
ما أضيَعَ الحبََّ إنْ فَرَّتْ بلابلُهُ
………………أو َمسَّهُ الشكُّ أو أزْرى به الأسَفُ
أُقَلِّبُ الطَّرْفَ فيما مَرَّ مِنْ حلم ٍ
…………………فيَسْخرُُ العمرُ والآمالُ والصُدَفُ
لا أجلدُ الذاتَ من هم ٍ ومن كمِد ٍ
……………..لكنما الذات نامت تحت من عصفوا
يا بنتَ مَنْ رَكِبوا الأفلاك َ في زمنٍ 
……………..ٍ أسْلَمْت ِ أمْرَك ِ للأوغاد ِ فانحرفوا
همُ الذين شِغافَ القلب ِ قد ذبَحوا
………………..هم ُ الذين ثمارَ الفكر ِ قد قطَفوا
هذي سهولُك ِ قد جفّتْ سنابِلُها ِ 
……………هذي كرومُك ِ صوبَ البحر ِ تنجَرِفُ
موائدُ النور ِ فرَّتْ مِنْ منازِلِنا
……………….وخيَّمَ البؤسُ والتغريبُ والشظفُ
كم رفرف َ الحلمُ في أعماقنا أملاً
…………………..= لكنَّ حلمَ ولاة ِ الأمر ِ مختلف ُ
وقفتُ أمْضغُ آلامي ويَعصُرني
………………….جُرْحٌ تحَنَّطَ في مِحْرابِه الهدف ُ
قُدّي قميصَك َ خلف َ الباب ِ وانتظري
………………..لا ينزلُ البدرُ حتى تُغلَقَ الغرَفُ
أرى رجالَك ِ تحت ( الشمعدان ِ)جثَوْا
………………….وذي نساؤك في أعرافهم تُحَفُ
على الأرائك ِأمْسى اللصُّ مُتّكئا 
………………..وقيِّمُ الدار ِ خلْف َ الباب ِ يرْتجفُ
أسائلُ الدهرَ والتاريخَ ِ، هل بَشَرٌ!
………………..هذي الجموعُ التي تَجْتَرُّ أم جِيَفُ؟
يا ساكنينَ ثرى -اليرموك ِ- مَعْذرة ً-
………..=هل يشعلُ الشمسَ مَنْ باعوك َ واعترفوا!!
هل يدفق النهرُ إنْ جفَّتْ منابعُهُ
…………… أمْ ينبضُ الرَّحمُ إنْ ماتت به النُّطَفُ!
مَنْ أطلَق َ السهم َ صَوْبَ الشمس ِ فانكسَرَتْ
……………=مَنْ أغرق َالبدرَ في أحْداق ِ مَنْ نزفوا!
زيْفُ الحضارة ِ أنْ نغتالَ جوْهَرَها
………………….. ونركبَ البحرَ لا دُرٌ ولا صَدَف ُ
كالتبْر ِ يلمعُ في قاعاتِنا تَرَفا ً
………………….وفي العقول يُقيمُ الطينُ والخزفُ
لا تصهلُ الشمسُ إلا حين يخطبُها
……………………….مُهْرٌ تألّق في أحداقه الشّغفُ
مَنْ يعشق ِ الشمسَ يوما سوف تعشقه
……………………أفتى بذلك من ذاقوا ومَنْ عرفوا
هُزّي نخيلَك ِ بالكفين ِ وارتقبي
………………لا يَسْقطُ التمْرُ حتى يرْجف َ السَّعَف ُ
لا تتركي المُهرَ في البيداء ِ مُنْفلِتا ً
…………………….هذا دليلُك ِ حينَ الليلُ يَنْتَصِفُ؟
لن يَركبَِ النجمَ في عليائه قزم ٌ 
…………………سَميرُهُ الخصْرُُ والكاسات ُ والعَلَفُ
مزارعُ العزِّ بالكفين ِ نَحْرُثها
………………….لنزرعَ المجْدَ حين َ المجْدُ يُختَطفُ
لا يورقُ الغصنُ إلا حينَ يُرْضِعُه
…………………..جَذْرٌ هنالكَ تحتَ الأرض ِ يَعْتَكِفُ
شمسُ الحضارة ِ عن أفلاكِنا رحلتْ
…………………وسوفَ تَرجِِعُ إنْ يَرجعْ لنا الشرفُ
_______________
صبحي ياسين