ألا سـجّـل أنــا حـلـبي
أنـــا أيـقـونـةُ الــعـربِ
أنـــا جــمـرٌ أنـــا لـهـبٌ
أنــا دنـيا مـن الـغضبِ
أنــا الأحــداثُ قـاطبةً
أنــا وجــدانُ كـلِّ أبـي
بـقلبي ،والـهوى، وطنٌ
يَـضُجُّ بجرحِهِ السَّكِبِ
فــيـا شــريـانُ أَدركــهُ
ويـا أعـصابُ فَـالْتَهِبي
ويـــا أشـــلاءُ ضُـمّـيـهِ
وعــن أنَّـاتـهِ انـتـحبي
أيــــا وطــنًـا تَــعـاوَرَهُ
بُـغـاةُ الأرضِ بـالعَطبِ
ومــا أَبـقَـوا لـنـا حَـلـبًا
تَـميسُ بثوبها القَشِبِ
ولا الأســـواقَ عـامِـرةً
ولا المَوَّالَ في الطَّرَبِ
أَمَـاتوا عُـرسَ بـهجَتِها
نَــكَـالًا دونــمـا سـبـبِ
تَـمـادوا فــي دنـاءَتِهم
وقــد أَغـراهـمُ تـعـبي
تَـنَـاسوا أنَّـنـي سـيـفٌ
عـلى أعـناقِ مُغتصِبي
ألا والـــرَّبُّ يـسـمعني
سـأَفنى في عُلا حلبِ
وأَبـذلُ دونـها الأرواحَ
فـي كَـفنٍ مـن الـذَّهبِ
وأَسـقـيها دِمــا قـلـبي
كَـساقي الـرَّاحِ لـلعنبِ
فـــذي فـتّـانـةُ الـدّنـيا
عروسُ الشّعرِ والأدبِ
لــهـا فـــي الـعـزِّ أوَّلــهُ
وآخـــرهُ ولـــم تَـخِـبِ
دمـوعي من مصيبتها
تًـسُحُّ كَـغَادقِ السُّحبِ
أُنـاديـها ،وبــي وجـعٌ،:
أيا معشوقتي اقتربي
إلـيكِ الـشّوقُ مُـحتدمٌ
فـيا أَرجائيَ اضطربي
إلى حلبَ التمسْ سببًا
أيــا أمـلًا عـلى هُـدُبي
وَحَــيِّ ربُـوعَـها ضَـمًّـا
بــلادَ الـكُـردِ والـعـربِ
وقــلْ لـلأهلِ: طـيفُهمُ
عـن الأحـداقِ لم يَغِبِ
بـصوتي لـلهوى شجنٌ
كـنَـايٍ قُـدَّ مـن قَـصبِ
يُغنّي الحزنَ إذ رحلوا
فـلا شـجنٌ بـلا سـببِ
أمَــــا لـلـبـعـدِ خــــلّانٌ
فـيعلمَ ،يا ورى، طلبي
لَـكَـمْ أشـتـاقُها شـمسًا
تُـنيرُ الـدّربَ كـالشُّهبِ
فــيـا أفـــراحُ زوريـهـا
ويـا أوجاعَها اغتربي!
محمد حمود