هَذا قَضائِي والشَّهادةُ مَطلَبِي 
والمهر غالٍ والكفاءةُ مَذهَبي 
إيمانُ تأبى أن تُـزَفَّ بزينةٍ
والقدسُ تَصرخُ في ربُوع الكَوكَبِ
قدَرٌ علينا أن نعيشَ بعُـزلةٍ 
ورصَاصةٌ في صَدرِ شَيخٍ أو صَبِي 
والصَّمتُ كان هو المجيبُ لِسُؤْلِنا 
وبدا المُسيءُ كأنَّهُ لم يذنبِ
لا تَحسَبَنَّ شُهورَ عُمْرٍ عِشتُها
أبغي قرارًا أو أريدُ خُلودا 
فأنا خُلِقتُ لكي أنالَ شهادةً 
بئس القرارُ لمن أرادَ قُعودَا 
في نصفِ عامٍ قد رأيتُ عَجائبًا 
ما بالُ قومي يرتَضون قُيُودَا 
أوقاتُهم صَارت جَحيمًا دائمًا 
يَلقَوْن بأسًا يُذهِلُ المولُودا 
فسَئِمْتُ عَيشًا في الحياةِ وأهلِها 
واخترتُ دارَ الخُلدِ دارَ رِفاقي 
وتركتُ دُنيا الجُبنِ يَجرَعُ صَبُّها 
كأسَ المرارةِ مُسجرَ الأعناقِ
من ذا الذي لَبِسَ الشَّجاعةَ مِعْطفًا 
فيروحُ يثأرُ للدَّم المُهراقِ 
عَارٌ وجُرمٌ أن تُدنَّسَ قُدسُنا 
ولنا سِجِلٌّ مَاجدُ الأعْراقِ 
قمْ ياصلاحُ فقد تهاوي مَجدُنا 
وعَرِينُه في قَبْضةٍ مَأسورُ 
ودِماءُ دُرَّةَ لمْ تُحرِّكْ سَاكِنًا 
أينَ الرِّجَالُ ومَن لدَيهِ ضَمِيرُ؟ 
قد طال نَومٌ واللَّئيمُ يُريدُها 
حَرْبًا ضَروسًا بالبلادِ تدورُ 
تذرُ الدِّيارَ بَلاقِعًا وسَعِيرُها
لم ينْجُ منه مُحرَّرٌ وأَسِيرُ 
أمَّاهُ كُفِّي عن نَحيبٍ واعلَمي 
أنَّ الإلهَ لِنَصْرِنا لقَـديــرُ 
************
شعر : جابر عبد العليم