سبعونَ عاماً و العجوزُ
على المجازرِ تشهدُ
في مجلسِ الإنعاشِ
تعقد قمّةً فوريةً
في كلِّ مذبحةٍ
ملايينٌ تموتُ
و لا يموتُ مُندِّدُ
عكّازها قلَقٌ
من القلقِ الذي
في عقلهِ
يتمدّدُ
أعضاؤها بيعت فرادى
تحتَ طاولةِ السياسةِ
في مزادٍ كلَّ حينٍ
بعد حينٍ يعقدُ

هذي القلوبُ بدرهم
هذي الضمائرُ بخسةٌ
هذي العيونُ كفيفةٌ

آذانها الصمّاء ذي
هيا هلمّوا… زايدوا
سبعونَ عاماً و العجوزُ
على الجميعِ تزايدُ
……..
سبعونَ عاماً و الدجاجُ
يبيضُ في أحضانِها ذهباً
و تُطعمهُ الشعيرْ
و الثعلبُ المكّارُ يقتسمُ
البيوضَ مع العجوز و يقتلُ
الديكَ الصغيرْ
و قوافلُ القطعانِ و الرّاعي
و ذئبٌ يلعبونَ حكايةً
لا تنتهي
فوقَ السريرْ
الذئبُ يخطفُ نعجةً

وقطيعها يتفرّجُ
قيلولةُ الرّاعي تطولُ
و يستفيقُ و يُحرجُ
و يهيمُ بحثاً عنهما
يذرُ القطيعَ و يخرجُ
و الذئبُ يرجعُ
مرّةً أخرى
ليخطفَ نعجةً
و قطيعها متفرّجُ
و هَلُمَّ جرّى
كلّما نامَ الرّعاةُ
ذئابُ نعمتها تغيرْ
سبعونَ عاماً
مثلما دخلت ملفاتُ العروبةِ
تخرجُ
لا بلْ و أكثر
فالنّعاجُ غدت بلا مأوى
و رعيانُ النعاجِ
من الذئابِ تُهدّدُ
و مسامعُ الأمِّ العجوزِ
على الجرائمِ تشهدُ
شعر:صلاح الجمعة