يا سَاسَةَ الضَّــادِ إنَّ الضَّــادَ تَحْتَضِــرُ
وأنْتُــــمُ اليَـــوْمَ لا حِـسٌّ ولا خَبَــــرُ
كأنَّــــكُمْ وَمُــدَى الأعْـــدِاءِ تَذْبَحُـــكُمْ
في كُــلِّ زاوِيَـةٍ مِنْ أرْضِكُـــمْ بَقَـــرُ
كَمَـــنْ بِـهِ شَلَـــلٌ مَــاتَ الشُّــعُورُ بِهِ
فليْــسَ يعْـلَمُ ما أبْقَــوْا وَمَا بَتَــرُوا
وقدْ تداعَـــتْ عليْــكُم واسْتَـوَتْ أمَـــمٌ
وكلُّ قــوْمٍ لهُمْ في أرْضِكُمْ وَطَــرُ
فَحَـــطَّ فِيــــكُمْ مِنَ الآفَـــاتِ أعْظَمُــها
وحــاقَكُـمْ خَطَــرٌ ما بعْــدَهُ خَطَــرُ
وقد أتَتْـــكُمْ فلمْ تسْتيْقِظــوا نُــــذُرٌ
فهـلْ سَتُوقِظُكُـمْ مِنْ بَعْـدِ ذا النُّــذُرُ
ماذا ألَــمَّ بِكُــمْ هــلْ مَسَّـكُمْ خَــوَرٌ
وكَمْ سَيَلْبَثُ فِي سِيمَــاكُمُ الخَـوَرُ
وتلْبَســــونَ رِداءَ الــــذُّلِ في دَعَــــةٍ
كَـأنَّ جُلَّـــــكُمُ مِنْ طِينِــهِ فُطِـــروا
فلَــمْ تَقُـــمْ لكُــمُ يا قَــــــوْمُ قائِمَــــةٌ
مُنْــذُ اسْتَبَاحَكُـمُ الإفْـرَنْجُ والتَّــتَرُ
هُنْـتُمْ على النَّــاسِ حتَّى قالَ قائِلُهُمْ
ما هؤُلاءِ -وإنْ هُمْ شُبِّهوا – بَشَرُ
كُثْــــرُ العَدِيـــدِ ولا جَــدْوى بِكَثْـرَتِكُـــــمْ
مِثْلُ (النَّجِيــلِ) فلا ظِـلُّ ولا ثَمَرُ
العــــارُ.. ..والعــارُ يُخْــزى منْ مَعَــرَّتكم
وإنْـتُمُ العَـــارُ.. مَرْذُولٌ وَمُحْــتَقر
تخرّبُــــون بِأيْـــــدِيكُــــم دِيَـــــــــارَكُمُ
وجذوة الشرِّ في الأرْحَـامِ تَسْتَعِرُ
يا ســاسة الضَّـاد والتَّـاريخُ ذو بصَـرٍ
وأنتُـــم اليّــوْمَ لا سَمْــعٌ ولا بَصَــــرُ
فكيـفَ تَرْضَوْن هذا العيْشَ في بَطـَرٍ
واللهُ أهْلَكَ مَنْ فِي عَيْشِهمْ بَطَروا
والجُـــوع يأكلُ منْ جُـــوعٍ شعُــوبكم
وَمَــالُكُمْ فِي بُنُـوكِ الغَرْبِ يُدّخَـــــرُ
أمَــا سَمِعْــتُمْ بفِرْعَــونِ وطغْمَتِــــهِ
وكلِّ من طَمِعُــوا بالخُلْدِ وانْدَثَرُوا
مَـــاذا سَيَبْــقى لكُـــمْ إلا فَضَـــائِحكُمْ
وما سَتَذْكُرُهُ الأيَّـــــامُ والعُصُـــرُ
لَوْ كان للـــدِّينِ والدَّيَّــــــــانِ مِنْ أثَــــــرٍ
لدى ضمَائِرِكُمْ لاسْتَنْهَضَ الأثَرُ
ماذا تقولون والاقصى بلا سنَدٍ
والأهْلُ في القُدْسِ كمْ عَانوا وكمْ قُهِـرُوا
وأيُّ عُـــذْرٍ لكُــمْ لو قَــامَ يَسْألُكُمْ
مسْرى الرَّســــولِ ومَنْ فِيــــكُم سَيَعْـتَذِرُ
وكلُّـكُمْ عنْه بالسُّلْـطانِ في شُغُلٍ
مَنْ أغْمَضُوا عَنْـهُ أبْصَـاراً وَمَنْ غَدَرُوا
يا قدسُ صبراً على البَلْوى على أملٍ
واللهُ يجْزي ذَوي البَلْوى إذا صَبَروا
وذاتَ وعْـــــدٍ سيُجْـــــرِي اللهُ آيَـــــتَهُ
وَقَـدْ يُغَيِّـــرُ في أحْوالِنـــا الْقَـــدَرُ
فالضَّـــادُ والذِّكْــــرُ والأقصـــى هُوِيَّتُنــا
هِيَ الحيـاةُ وفيها المَجْدُ والظَّفَرُ
محمد سمحان