بُحْ ما بصدركَ أفرغْ أنَّة القصبِ 
ماالشعرُ إلا ضياءٌ قُدَّ من لهبِ 
………….
واكتب حروفَ صهيلِ الروحِ محترقًا 
بعضُ الحرائقِ تمحو ثورةَ الغضبِ 
…………..
قُلْ للعصافيرِ مَلَّ الناسُ أغنيتي 
هاتي غناءكِ أُعلي رايةَ الأدبِ
……….
جُنَّ الحصانُ وغالى في توثُّبهِ
حتى سقطتُ على الأشواكِ والحَصَبِ
………..
السيفُ أو قلمي ماضٍ وذو نسبٍ
لا السيف جنَّبني حتفي ولا نسبي
……….
لو أنَّ للدهر شباكًا فأدخلهُ
علّي أزيحُ شِراكَ الزيفِ والكذبِ
………..
أو ألتقي المتنبي كي أعاتبهُ
فيما مدحتَ ملوكَ العُجمِ والعربِ
…….
أما علمتَ بأنَّ الشعرَ مملكةٌ 
والمُلكُ فيها لِرَحَّالٍ مع الشُهبِ
…………..
يا سائحًا ونجومُ الليلِ تعرفهُ
والشمسُ عن مُلكهِ الفتّان لم تَغِبِ
………..
أنتَ المليكُ وتاجُ العرشِ قافيةٌ
شابَ الزمانُ وما سرَّحتَ لم يَشبِ
………
لو خُيِّرَ الذهبُ الإبريز حليتهُ 
لما توانى بأنْ يدعوكَ يا ذهبي 
……….
أو قيلَ للشِعرِ مُذ وافاهُ مولدهُ
أبوكَ من؟ قالَ منْ للمُحدَثاتِ نبي 
……….
الملبسُ الفكرةَ البكماءَ منطقها 
فيه النبوة لا تعدو عن اللقبِ
…………..
سمُّوكَ لما نزعتَ المُلكَ عن صنمٍ
من التقاليدِ لم يسمعْ ولم يُجِبِ
……….
إيهٍ أبا الطيِّبِ المصقولُ صارمهُ
كم حاربوكَ فكنت النارَ بالخشبِ
………..
مَدَّ الجناحينِ قِشْعَامٌ فأتبعهُ
أفراخُ طيرٍ بمقذوفٍ من الحَصَبِ
………
فما أصابوهُ لكنْ شمسُهمْ غربت 
لما تعالى فَسَدَّ الشمسَ بالحُجُبِ
………
من يَرْمِ نجمَ سهيل من حماقته
كلَّت يداهُ ولم يحصدْ سوى التعبِ
…….
أبو العلاءِ رأى لمَّا هتفتَ له 
(أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي )
……….
يا شاغل الناس والأقلام معذرةً 
اليوم تشغلنا حربٌ بلا سببِ
………
السيفُ منغمدٌ إلا ليقتلنا 
والشعرُ مكتنزٌ إلا من الأدبِ
………
لكننا أُنُفٌ نجترُّ عِزَّتنا 
قد قال قائلنا:(سجِّل أنا عربي)
………..
محمود موزة