لو كان يُجدي القولُ قلتُ ولم ازل 
حتى يضيق بما أقولُ زماني
لكنّ وقراً في المسامع صدّني 
عمّا يقالُ وقد حبستُ لساني
ونظرت في وجه الأمير فأحجَمَتْ 
شفتايَ وارتجفت يدي وبناني
وكأنه لما تقطّبَ وجههُ 
قال احترس من زلةٍ يا جاني
فبلعتُ صوتي والتزمْتُ تأدُّباً 
ورجوت من قلبي بأن ينساني
ونظرت حولي أبتغي لي مخرجاً
فأشار أن أُسرجْ حصان بياني
فمدحتهُ وجعلتُ منهُ مُخلّصاً
وجعلته زهراً على أغصاني
وجعلته حامي حمانا كلما
برقَتْ هواجسُ طامعٍ وجبانِ
وجعلتُ وحدتنا على كبد السما 
وجعلتُ سوء الظن من شيطاني
حتى أفقتُ على هديلِ حمامةٍ 
تشدو فوافق حزنها أشجاني
وكانها تشكو تشرذم أمةٍ 
بُلِيَتْ بحكامٍ من الجرذانِ
لا يغضبون لذلةٍ ومهانةٍ 
لا ينهضون لصيحةِ الجيرانِ
أشباهُ إنسٍ دون أيِّ مروءةٍ 
لا ينتمون لفطرة الإنسانِ
لا تعتريهم للنزال رجولةٌ 
وجيوشهم جمعٌ من الخصيانِ
ناشدتُ منشدتي الهدوءَ فتابَعَتْ 
دعني باشجاني ولا تنهانِ
دعني أسبُّ اللاتَ في حكامنا 
فقد اشتعلتُ وعربدتْ نيراني
ما عاد لي قدسٌ تلمُّ عروبتي 
ما عادَ لي مصرٌ ولا سوداني
صهيونُ في أرضي يسيرُ تبجُّحاً 
وأنا على خجلٍ أسيرُ أراني
لا خيرَ في عيش الهوان وهل ترى 
فيما تراهُ نهايةً لهواني
لو كان يُجدي القول ما أنهيته 
لكن كفاني ما نضحتُ كفاني
____________
صلاح ريان