كيفَ الدُّمـــــوعُ عن العينينِ ترتَحــلُ ؟
 و القلبُ منْ حُـــرقةِ الأشْواقِ يشتَعلُ

ما بالُ قلبيَ و الأشـــــــواقُ تغمــــرُهُ 
همّي يطولُ و تَطْوي حلمــيَ العــــلَلُ

لا النّيلُ يروي عِطاشــــــاً منْ محبَّتِهِ 
و لا الفراتُ بخيــــرٍ عـــــــــادَ ينتقِلُ

أينَ العُــــروبَةُ تـــاهَتْ خَلْف أَقبيَـــــةٍ 
ما عادَ يحْزِنُها الخذْلانُ والفَشَـــــــلُ

و ذلكَ الغرْبُ قَدً أرســـــى ضَغــــــائِنَهُ 
كأنَّ أرْجــــــــــلَهُ بالشَّـــرِّ تنتَعِـــــــلُ

كلُّ الخيوطِ إلى الأوطــــــانِ قدْ قُطِعَتْ 
و الودُّ ضاعَ و طوقُ الحقْـــدِ يكْتَمِــلُ

لو كانَ يُفــــــدى بروحي ما بَخِلْتُ بِها 
و اسْتُرْخِصَتْ في هوى أوطانِنا المُقَلُ

فإنْ دنـــوتُ فَقّلْبــــــــــي فيكَ مُنْشَغِلٌ 
و إن هَجَـرْتُكَ روحُ الوَصْــلِ تَبتَهِــلُ

إنّــــي هَجَـــرْتُ ولكــــنْ ردَّنـــــي ألمٌ 
منَ الفراقِ و ضاعَتْ في النَّوى السُّبُلُ

و الدَّرْبُ أظْلَمَ في غابـــاتِ غُرْبَتِنــــــا 
إذْ ليسَ تُؤنسـُــــنا شِمْسٌ و لا ظلَـــــلُ

الفجرُ لاحَ و نَجْم الَّليــــلِ رافَقَنـــــــــي 
أشْـــكو إلى اللــــهِ همَّـــاً لَيسَ يُحْتَمَلُ

هلْ يَحْمِلُ الفجْرُ أفْراحـــــــاً فيبْهِجُنــــا 
*** أمْ أنَّ نــــــورَهُ خلْفَ الظُّلمِ يرْتحِـــــلُ
متى ستشــرقُ شمسٌ فــي مَـــــرابعِنا ؟
و يرسُـــمُ الفجرَ فـــي آفاقِنـــا الأمـــلُ
____________
نضال السلومي