كرمٌ بــهِ بــاتـتْ تـــزيدُ فــتـُـكـرِمُ // عــِــزاً تــزيــدُ بِعــزَّةٍ تــتكـرَّمُ
شهدتْ مآقِ الغيثِ أنَّكِ في الورى//غيثٌ بخيرٍ بِتِّ فيهِ وأَكرمُ
ينسابُ في سهو الدياجي صارماً // مُتغمِّداً فيها يَلوحُ ويُضرمُ
حتى تراكِ الــبدرَ حان فـُـــراقه // كــلاـ فـــلا واللهِ غَفْوُكِ يُـعـتِم
أنتِ الرُّبى والزَّهرُ حان ربيعه //فرِحاً تَفَتَّحَ فــي رُباك ويَــنعمُ
فــكأنّما للشَّهدِ زهرُكِ ساكبٌ // يُندي بِــمبْسَمِهِ الـــنَديِّ ويبْـُـسمُ
وافى عـلى بسماتِها فــإذا بها // تبكي تُـــناجي ظِـــلَّه وتُتَـــمتمُ
مالتْ بــه وأَمَالَهَا طعنُ الوغى // فربيعُها كــخريفِها يتألـــمُ
تتساقطُ الأَوراقُ في طـــيَّاته // أوراقُ عـُـــمْرٍ غادرتها تَكــلَمُ
ثَقُلَتْ مواجِعُها وجُفِّفَ زهرُها // واللَّحظُ أَثْقَلَهُ دُمُوعٌ تـــألــمُ
صهباءُ أَوقدها لِظاءُ تَظلُّمٍ // كالمُهل إذْ في جوفِ كيدٍ يُظلم
عجباً أكفَّ الغَدر لطمُكِ غاسقٌ // مُتقلِّبٌ في بأسِه مُسْتَعْظَمُ
نابُ الوغى في غِمْدِهِ مُتمردٌ // ناحَ الثرى ولِظُلمِهِ مُسْتحرِمُ
أبكاهُ جِفنٌ للعروبةِ لاذعٌ // فُطِمَ الرَّضيعُ وقبلَ آنٍ يُفطم
خنساءُ أدمى مُقلتيهِ نحيبُها// صبراً أيا خنساء يوماً يُحْكَمُ
عدلُ القدير لفوقَ كُلِّ مُخَوّنٍ // حسبي إليك إِلى عزيزٍ يَحْكُم
أفُلَ الغُداةُ على المهالكِ وَيحهم // سَكرى ترنَّح رميهم ُمتهيِّم
عَطشى جِياعٌ للمُروءة نِصفهم // شبه امرءٍ أو كــــــلهم مُـتيتمُ
للعزِّ قـد دفن التكبُّر عِطـــــره // شربـــــوا رُفات الــــدَّمع إذ يُتهيمُ
أُنصر نُصرتَ ولا بناصرِ للبلى // قَلَّ الرجالُ من الرجالِ يُسَوَّم
يُفنيك أو يُثني علـــيك وإنّ مَنْ // أفنــاكَ ذيخٌ لـلمــرؤةِ يـــَقْـــضِمُ
ذيّـاكَ خِــزْيٌ للـدراهمِ راكعٌ // تُغـريْ بـِدِرْهَمَ مِــثْلَهُ وتُــلمـلــمُ
أَعجبتَ من موتِ الضمائِرِ في العِدى // والعُربُ في أجوافِهمْ يُتَيَتَّمُ

صبراً أيا خوّان يوم فضيحة // كالذئبِ فيه لك الحليف يُهَشِّمُ
لا تأكلُ الذئبُ الولودُ صِغارها //إلا لخوفٍ أو لجـوعٍ يـــلْطِمُ
فتصير حبةَ خردلٍ في مَوقدٍ // فـَـزِعاً تُقَطِّعُ أظْفُراً أو تقضِمُ
إنَّ الفتى ولئنْ ترجَّل غِمْدهُ // يوماً رأيتَ العادياتِ تُهيَّمُ
يؤتيكَ رِغفةً من شهيقِ تهكُّمٍ// عِطراً فناراً في الوغى تتهكَّمُ
صبراً فلا تنغرَّ من دمعِ الوغى // إنَّ الثرى من دَمعِ مُزنٍ يَبسمُ
فكأنَّه حسناء تنثرُ عِقدها // والتُربُ للنثرِ المَجونِ يُلملمُ
حُمِلَ الرَّبيع على ضِفاف مدامعٍ // تُندي على زَهرِ الرُّبى تترنَّمُ
ولرُبّ عَينٍ في السحابِ نَظيرُها // غَيثٌ تَرفَّق فيه خَلْقٌ يُرْحمُ
فلتقنعي يا دارُ فالمجدُ اعتلى // فوقَ السحابِ يَلُوجُ فيها يُرسَمُ
_____________
شعر:نادين عريقات