إِلى الْجَزائِرِ تَرْنو أَعْيُنُ الشُّعَرا *** فَكُلُّ حَرْفٍ غَدا في حُبِّها قَمَرا
ما أَنْ دَعاني إِلى الْإِنْشادِ شاعِرُها *** حَتّى أَجابَ يَراعٌ شَوْقُهُ انْهَمَرا
لَكَمْ نُحِبُّكِ يا أَرْضًا نُقَدِّسُها *** كَما فِلَسْطينَ، لا نَبْغي بِذا وَطَرا
إِنَّ الْإِباءَ وَرَفْضَ الذُّلِّ وَحَّدَنا *** وَلا يَذِلُّ كَريمٌ لَوْ هُوَ افْتَقَرا
إِنْ يَفْخَرِ الْقَوْمُ في يَوْمٍ بِما جَمَعوا *** فَقَدْ غَدَوْتُ بِأُسْدِ اللهِ مُفْتَخِرا
كَمْ مِنْ شَهيدٍ بِكِ التّاريخُ خَلَّدَهُ *** يُفوحُ مِسْكٌ إِذا ما اسْمٌ لَهُ ذُكِرا
سَنا (الْأَميرِ) قَصيدي الْحُرُّ يَمْدَحُهُ *** وَما مَدَحْتُ سِواهُ طامِعًا أُمَرا
ما كَالْمُجاهِدِ جُنْدَ الْبَغْيِ في وَطَنٍ *** جَبينُهُ الشَّمْسُ لَوْ في الْحَرْبِ ما انْتَصَرا
لَوْ شاءَ رَبّي لَكانَ النَّصْرُ دونَ عَنا *** وَكانَ رَبّي عَلى ما شاءَ مُقْتَدِرا
لكِنْ يَميزُ مِنَ الْأَحْرارِ مَنْ نَكَصوا *** وَيَصْطَفي شُهَداءً مِمَّنِ اصْطَبرا
هِيَ الْجَزائِرُ دَرْسٌ يا بَني وَطَني *** فازَ الَّذي مِنْ سَناها يَأْخُذُ الْعِبَرا
رُصّوا الصُّفوفَ، كَفانا فُرْقَةً عَصَفَتْ *** بِحُلْمِ شَعْبٍ عَظيمٍ قَيْدَهَ كَسَرا
قَدْ هَبَّ شَعْبي، فَإِنَّ الْقُدْسَ في خَطَرٍ *** وَما سِوى الْعُمْيِ مَنْ لَمْ يُبْصِرِ الْخَطَرا
مُرابِطينَ سَنَبْقى في أَزِقَّتِها *** وَيَنْصَرُ اللهُ مَنْ أَقْصى الْبَها نَصَرا
شعر:جواد يونس