فلتهنئي… فلقد وجدتكما معا
كانت تعلّمه الكلامَ
و كان طفلاً طائعا 
يلهو بدميتهِ الصغيرةِ 
يستديرُ ليسمعا :
(بابا و ماما)
قالها متلعثماً
و أعادها متشجِّعا
لا تحزني… 
إني وجدتكما معا
في الدار كانَ
،وقبلَ أنْ يهوي العمارُ
مودّعا،
يلهو بألعابِ الكبارِ 
فكان يمسكُ قاذفاً 
ويعودُ ينصبُ مدفعا
لا تحزني….
إنّي ألفتكما معا
هيَ لعبةُ الأطفالِ في بلدٍ 
و فيهِ تعوّدت 
لغةُ الحياةِ بأن تعيشَ لتُمنعا
و تأقلمتْ فيهِ القلوبُ 
على الردى 
لترى الجميعَ بحيِّها 
متشهداً 
يمشي ويرفعُ إصبعا
لا تحزني….
إنّي عرفتكما معا
لا تحزني 
فلقدْ وعدتُ بأنّني سأعودُ …
أحمل خبزنا و كفافَ يوميَ … مسرعا 
لكنَّ داركمُ اختفتْ
و لقدْ جهلتُ الموقعا 
عذراً صغيريَ لم أجدْ 
إلّا التهجّدَ و الدعا 
علّي أرى لكَ صدفةً 
بين الحجارةِ موضعا 
عذراً حبيبيَ لم أجد 
إلّا صداكَ مودعا 
(بابا و ماما) قلتُها 
رددتُها 
متلعثماً 
و أعدتُها متشجّعا
لا تحزني …
إنّي وجدتكما معا 
و لقد دفنتكما معا
___________
صلاح جمعة