شِدّي الرِّحَالَ إلى الأقصَى على عَجَلِ
قَبْلَ البُكـاءِ بِلا جَدْوَى على طـَلـَلِ
لا يُوقِفُ الْهَدْمَ لا لَـــوْمٌ وَلا عَــــذَلٌ
وَلا الرُّكُــونُ إلى الأعْذارِ والْعِــلـَلِ
يَا أمَّةَ الْعُرْبِ جَلَّ الْخَطْبُ فَانْتَفِضِي
فقدْ غَدا الْخُلـْــفُ أمْرَاً غَيْرَ مُحْـتَمَلِ
كَفَى هَوَاناً فقدْ ضَـجَّ الهَــوَانُ بِنا
وَحَالـــُنَا فِيهِ أمْسَى مَضْـرَبَ الـْمَــثَلِ
تَعْدوعَليْنا حُثــالاتُ الشُّعوبِ فلا
نُحِــسُّ بالعَـارِ أوْ بِالْعَيْــبِ والْخَــجَلِ
وَفَوْقَ هذا وذا نَرْضى بِذِلـَّتـــِنا
وَنُسْـــلِمُ الْحُكْـــمَ لِلأنْــذالِ والسَّـــــفَلِ
هُمْ مزَّقُونا على أهْوائِهـِمْ مِزَقاً
وَقَسَّــــــمُونا كَما شَــــــاؤُوا إلى دُوَلِ
وَأسْــلـَمُونا إلى أعْدائِنا لـُــقَمَـاً
وسَيَّجــــوا حُكْمَـــهُمْ بِالْجَـوْرِ والدَّجَلِ
لا هَــمَّ يَشْــغَلـُهُمْ إلَّا تَرَبُّعُهـــُمْ
على الْكَـرَاسِي ولا يَرْضَــوْنَ مِنْ بَدَلِ
وَحَوْلَهـــُمْ زُمَرٌ بَاعَتْ ضَمَـــائِرَها
مِنَ الزَّنـــادِيقِ و(الزُّعْـــرَانِ) والْهَمـَـــلِ
أعْطَوْا لِإبْلِيـسَ ما شَـاءَتْ غِوَايَتَهُ
لِيُصْبِحُـــوا مِثْــلَهُ فِي الْقَــوْلِ وَالْعَــــمَلِ
وَحَكَّمُوا الْغَرْبَ فِيهِمْ كَيْ يُحَكِّمَهُمْ
فِيــنا امْتِــثَالاً كَحُــكْمِ الجَّحْشِ فِي الْإبِلِ
فَمِنْ(جَاكَرْتَا لِنُوقِ الشَّطِّ) تَحْسَبُنا
كَمَنْ أصِيـــبَ بِفَـقْــدِ الْعَـقْـــلِ, وَالشَّـلَــلِ
نَحْنُ الرَّعَايَا وَهُمْ يَرْعُوْنَ أمَّتَــنا
كَمَــا يَشَـــاؤُونَ رَعْيَ الذّْئــبِ لِلْحَـــــمَلِ
أعْطَوْا لِصَهْيُونَ مَا شَاءَتْ لِتُبْقِيَهُمْ
يَحْمُــونَ دَوْلَــتَها مِنْ سَــــاعَةِ الأجِــــــلِ
وَالْقُدْسُ وَالْمَسْجِدُ الأقْصَى بِأسْرِهِمَا
يَسْتَـنْجِدَانِ وَمَا فِي الْقَــــوْمِ مِنْ بَطَــــــلِ
آمَنْتُ بِاللهِ رَبَّـــاً لا شَـرِيـــــكَ لَهُ
وَسَـيِّــــدِ الْخَـلْـقِ وَالْقُــــرْآنِ وَالرُّسُــــلِ
وَاللهِ يا قُدْسُ ما أشْرَقْتِ فِي خَلَدِي
إلَّا وَدَمْعِيَ مِثْلَ الْعَارِضِ الْهَطِلِ
قَالُوا ألَمْ تَخْشَ مِمَّا قُلْتَ؟؟ قُلْتُ لَهُمْ
(أنَا الْغَرِيـــــقُ فَمَا خَوْفِي مِنَ الْبَـلَـــلِ)
____________
محمد سمحان