تستاقُنا الأمواجُ والأضواءُ
ولَكَمْ بنا تتلاعبُ الأهواءُ
وتهدُّنا عصبيةٌ محمومةٌ
مجنونةٌ ساءت بها الأجواءُ
ويلفُّنا حبلُ المصالحِ ماترى
ولِذا فإنّ حروبَنا شعواءُ
لم ندرِ من هو هاهنا في صفِّنا
أو ضدُّنا يا أُمّنا حواءُ…
يا آدمٌ تاهت مراكبنا سُدىً
وتمزّقت من بعدِك الابناءُ
أين اليمينُ أو الشمال أوِ الغروبُ
أو الشروقُ وظِلُّنا أشْلاءُ ؟!
أين الصديق أو العدوّ أو البعيدُ
أوِ القريبُ..؟! سياسةٌ عرْجاءُ
أُميّةٌ في الفِكر تطحنُ أُمّةً
أوْدت بها الالآمُ والأدْواءُ
وتصحّرٌ في الرُّوح يلفحُنا ولا
غيثٌ يجودُ وأرْضنا جدباءُ
يا سامع الشكوى تبدّد حُلمنا
وخطوطُنا الحمراءُ والخضراءُ
نرسُو على شطِّ اللئامِ وبحْرُنا
متلاطِمٌ ورياحُنا هوجاءُ
وسِواك مَن ياربّ يجْمع شمْلنا
وقد استوى الأمواتُ والأحياءُ
متوكِّلون عليك في ثقةٍ ومَن
يحنو علينا والدُّنا جوفاءُ
لابُدّ من يومٍ ولو طال المدى
والفجْر- من عُمق الدُّجى -وضّاءُ
عمّا قريبٍ ليس يُخلفُ وعدُهُ
تأتي به الأخبارُ والأنباءُ !!
(عبدالله السعيدي)