مَنِ الرَّزَّاقُ إِذْ نَزَلَ البَلاءُ *** وَقَلَّ الخَيْرُ وَانْعَدَمَ الوَفَاءُ
أَيَا رَبَّ السَّمَاءِ إِلِيْكَ نَشْكُوْ *** فَبَيْنَ النَّاسِ قَدْ حَلَّ الجَفَاءُ
فَلا الأَيَّامُ تُغْنِي عَنْ سُؤالٍ *** عَزِيْزُ النَّفْسِ شِيْمَتُهُ الإِبَاءُ
وَمُرُّ العَيْشِ، مِنْ فَقْرٍ مَقِيْتٍ *** كَفَافُ الخُبْزِ مَا مِنْهُ اكْتِفَاءُ
هَوَ المَرْءُ الجَزُوْعُ  كَثِيْرُ ظَنٍّ *** يَخَافُ العَوْزَ إِنْ قَلَّ العَطَاءُ
أَلَيْسَ اللهُ رَزَّاقاً رَؤُوْفاً ؟! *** وَأَنَّ الكَدَّ لِلْفَقْرِ الدَّوَاءُ
فَجَاهِدْ في الحَيَاةِ تَكُنْ غَنِيًّا *** لأَنَّ الفَقْرَ لَيْسَ لَهُ بَقَاءُ
أَتَمْكُثُ جَائِعاً في دَارِ بُوْرٍ *** وَعِلْمُكَ نَافِعٌ فِيْهِ الثَّرَاءُ
وَتَبْقَى يَائِساً مَجْرُوْحَ قَلْبٍ *** عَظِيْمَ الذَّنْبِ يُبْكِيْكَ العَنَاءُ
تَرُوْمُ الرِّزْقَ مِنْ رَبٍّ رَحِيْمٍ *** وَتَنْسَاهُ إِذَا حَلَّ الرَّخَاءُ
وَرَبُّكَ مُنْعِمٌ مِنْهُ العَطَايَا *** كَرِيْمُ الكَفِّ زِيْنَتُهُ السَّخَاءُ
هُوَ الرَّزَّاقُ فَاعْمَلْ بِاجْتِهَادٍ *** مَعَ الإِخْلاصِ يَنْفَعُكَ الدُّعَاءُ
لأَنَّ اللهَ يَسْمَعُ كُلَّ نَجْوَى *** وَيَأْتِي رِزْقَهُ أَنَّىْ يَشَاءُ
بِشُكْرِ اللهِ تَحْقِيْقُ الأَمَاني *** جَمِيْلُ الصَّبْرِ تَغْبِطُهُ السَّمَاءُ
وَحُسْنُ الخُلْقِ بِالأَرْوَاحِ يَسْمُو *** نَقَاءُ الْقَلْبِ يَرْوِيْهِ الإِخَاءُ
يَطِيْبُ العَيْشُ مِنْ رِزْقٍ حَلالٍ *** وَفِعْلُ الشَّرِ يَحْدُوْهُ  الشَّقَاءُ
مَتَى الأَفْرَاحُ؟! يَكْفِيْنَا نَحِيْباً *** عَفِيْفُ النَّفْسِ يَكْفِيْهِ الرَّجَاءُ
فَيَدْعُو رَبَّهُ في كُلِّ حِيْنٍ *** يَعِيْشُ السَّعْدَ يَغْبِطُهُ العَطَاءُ
وَيَبْقَى العُمْرُ بِالأَفْرَاحِ يَزْهُو *** بِرِزْقٍ وَافِرٍ يَحْلُو الهَنَاءُ
بِطِيْبِ الشُكْرِ تَكْتَمِلُ المَعَانِي *** وَحَمْدُ الرَّبِّ يُثْرِيْهِ الثَنَاءُ
________________
أمين نورالدين عبدالمنعم