رسـمـتُ على وجه الأماني أمانيـا
فحـطـَّتْ على خضراءَ روحي مرامِيـا
وتـمـسحُ دمعـي ثـم يـُهمـلُ دمعُها
وتـُشقـي فـؤادا ًحيث ُتُسلي فُؤاديـا
لها أشتـكـي حيـنا ًفتجـبـرُ خاطـري
وحيـناً أُواسيهـا علـى رغـم ِمـابـِيـَا
إذا مـاتـت ِالآمـالُ يـحـيـا نحيـبـُهـا
فيـبـدلـهـا الشـُّعَّـارُ دومـا مراثـيـا
فلاخـيـرَ عيشُ المرءِ من غيرِ غـايـةٍ
ولا بـَشَّ وجـهٌ إن بـدا القلـبُ باكيـا
ولا خيرَ في الآمال ِإنْ تَصْغُرِ النُّهَى
ولاَعاشـت ْالـدُّنـيـا تُعـِزُّ الـدوانـيـا
ولا عـاشَ عبد ٌشـاركَ الكلـبَ أكلـَهُ
ولا كـانَ دهـرٌ باتَ للـعُهـرِ عـاريـا
يـُقَـرِّبُ سكـِّيـراً و يُعلي سَفَاسِفـاً
يـُدَنـِّي أخـَا عـِز ٍّو ينـصـرُ بـاغِـيـا
إلى الله تَرقى نيـَّةُ الخلقِ والتـُّقى
فيـَسـتـرُ مكشوفاً ويُبدي الخَوافيـا
شـكـونا الليالـي الحُمرَ تقتات ُعِزَّنا
ومـأساتـُنـا تـُبكـي علينـا الليـالـيـا
تـَصـُبُّ السمـا جمْرا ًفتنمو حَناظِـلًا
ونأكلـُهـا قهـراً فتُـبكـي النَّـواعِـيـا
سـلامٌ لها الأيـام ُشَـطـَّتْ بِحُـلمِـنـا
وأغـرقَ بحـرُ الأمـنـيـاتِ الجَـواريـا
سـلام ٌعلـى خيل ٍنـَبـَا حيـن كـبـوةٍ
فخيـل ُالـورى مازالَ نعسـان َكابيـا
وراياتـُهـمْ بالــذلِّ رَمَّــتْ ومـُرِّغـتْ
ومـجـد ٌعظيـم ٌكان بالأمـسِ ساميـا
لمَلئِ البطون ِالسمـرِ يحيا عزيزُهـمْ
فـيـَدفـنُ أيـامَ العـظـامِ الـخـَوالـيـا
دعـوني مـع الذكـرى أشـمُّ كـِرامَها
علـى صفحـةِ التأريـخِ أُبـْك ِالبَـواكيـا
و أحـيـا بـلا ذلٍ وأقـضـي بـعـــِزَّةٍ
فقومـي كُسالى يعشقـونَ الزَّرابِـيـا
رؤوسٌ هـواهـا السيف ُتَشفي غليلَهُ
فلـيـتَ غليلَ السيفِ يُدمي المَداميـا
ويَـجـتـَثُّ من تحتِ التراب ِجذورَهـمْ
ويـغـرس ُأفاذاذا ًويـُعلـي العَوالـيـا
إذا ما تمنـَّى الحـُر ُّفليـُجـْزِل ِالمُنَى
فــَرُبَّ زمــان ٍأنـوَرٍ بــات خَـابـيـا
و رُبَّ قـنـاديـل ٍصـغــارٍ رؤوسـُهـا
تـُضـيءُ بـنــورِ الله أَحـْلَـكَ دَاجِـيَـا
…………أحمد الحاشدي…………