هـا قـدْ كَـبرتَ بـلا أوانٍ يـا صَبي
وغدَوتَ في عيْنِ اليتيمَـة كالأبِ

يدُها الصّغيرةُ جُمّـعَتْ في عِــزّةٍ
صَفَعَتْ بها شِلْوَ الحُسامِ اليَعْرُبي

قَـلْبَانِ مُـنْكَسرانِ، لهْفي، أنْـتُــمـا
حَلمٌ قَضى في الرَّحمِ لَمّا يُنْجَبِ

زَهْـــرٌ تُخالِطُــهُ الـدّمـاءُ مُـخَـلّــدٌ
يُـلْغـي أَعـاجيبَ الـدُّنا، بـالأَعْجَبِ

أنْتَ الذّي سَطّرْتَ في سَمْكِ السّما:
أفُقي هُنا، لِذُرى المَفازَةِ مَذْهَبي

وَطَـنٌ أنـا أمْـتَـدُّ إنْ ضــاقَ الــمَدى
رَحْــــبٌ أنـا مَـــأواكِ يا أخْـتــاهُ بي

نـهْـرٌ مِــنَ الأنْــداءِ يَـنْـبُـعُ سائِــغًــا
مِنْ عَيْنِ روحيَ فاطْمئِنّي واشْرَبي

نَــغَـمُ الــفِـــدا أكْـذوبَــــةٌ وَرْدِيّـــةٌ
ماعــادَ فــي نــايــاتِـنـا مِنْ مُطْرِبِ

وإذا رأيـْـتِ لُحــومَـــنــا فـي نابِهِمْ 
لا تَـسْــألـي إذْ ذاكَ لا تسْــتَغْربي

يا أيّــها الـصُّـبْـحُ الــذّي زَفَــراتُــهُ 
في الشّرْق،وامْتَدّ اللّظى للْمَغْرِبِ 

يَـحْـثـو رَمـادَ الـذُّلِ في أَلْـحَاظ مَنْ 
ناموا على رَعْي الحِمى حتّى سُبي

شامٌ بِسِفْرِ الصّــابِرينَ تَـؤُمُّــهُـمْ 
وتَهُبُّ في لُغَةِ القُنوطِ ألا اغْرُبي

عَيْناكَ صوْبَ الشّمْسِ في آثارِها 
عَزَمَتْ على خَوْضِ الغِمار الأصْعَبِ 

شَــمِّـرْ لِـــدَرْبِ الـمُـرّ لاحَ زَمـانُـهُ
مـــادامَ لا حُـــرُمٌ تُــوقَّـرُ أو نَـبـي
______
نادية بوغرارة