الـمـرءُ عــن حـسـنِ الـبيانِ يـثابُ
وإذا لـمُـكـرمـةٍ دعــــا ســيـجـابُ
ســر إنْ حللتَ كما تشاء فمقلتي
لـخـطـى الاكــارمِ مـنـزلٌ وركــابُ
خُـذ مـن يـدي حـرفاً أنـالك رفـعةً
لـتـكون مـعـنىً مــا حــواه كـتابُ
انا ملح زاد الضيف، تملؤني غنىً
نـفـسي ومــالُ الاثـريـاء ســرابُ
حـزتُ الـفضائلَ والـقوافي مَنطقاً
فـلـها ذهــابٌ فــي فـمـي وايـابُ
أنـا حـاضرٌ إن قـيل افصحهم فتىً
شــادٍ وبـعـضُ الـحـاضرين غـيـابُ
أعـيـيتُ افــواه الـرجـال فـأطبقت
فـالصمتُ عـن جهلِ المرادِ جوابُ
أنـا سـيدٌ في القـوم،شأن قبيلتي
أُولاءِ نــحــن مــشـايـخٌ وشــبـابُ
لـمـا تـفـاخر بـالـفظاظة بـعـضهم
حـشدوا لـعزلتيَ الـضجيج فخابوا
جـعـلوا لأشـبـاهِ الـرجـال مـنـاقباً 
شــادوا بـهـم بـين الـملا وأهـابوا
عَـــدّوا لــشـذّاذ الـعـقول مـنـابراً
وكــأنـّـهــم لــلأعـلـمـيّـةِ بــــــابُ
مـاضَـر فـالـصقرُ اعـتلى اقـطارها
مُـذ حـطَّ فـي الارضِ العراءِ غرابُ
انـا مَـن بـليتُ بجهلِ قومٍ عندهم
نـقـصُ الـمـكارمِ مـأكـلٌ وشــرابُ
فـخـراً يــرون عـيـوبهم وانــا بـهـم
عـيسى ابـن مـريم باليهود، أُعابُ
إلـفوا ظـلام الـجهل فـارتابوا بمن
عـيـنـاه ُ نــجـمٌ ثــاقـبٌ وشــهـابُ
حــادوا عـن الامـر الـصواب كـانما
يـقـنوا بــأنْ لــو اخـطـأوا لأصـابوا
أفـلحتَ من جدوى دعاكَ لهم إذنً
لــو كــان يـجـدي بـالأصم خـطابُ
يــامـن تـبـيـتُ لــفـرطِ فـقـرٍعـارياً
وعـلـيكً مــن كـنـزِ الـعـفافِ ثـيابُ
لاتــــأسَ ان أرضَ الــزمــانُ اراذلاً
فــالاسْـدُ أُسْــدٌ والـكـلابُ كــلابُ
أُنـبـيكَ عـن مـا لا يـقالُ مـضاضةً
بــعـضُ الاصــابـع لـلـيدين عـقـابُ
ولـربـما ســاءت مـراميها خـطى ً
فـيـكون فــي قـطع الـيدين ثـوابُ
ولــرُبّ داعٍ لـلـتقى هــو مـفـسدٌ
ولـــرب رعــديـدِ الــفـؤاد يـُـهـابُ 
ولـــرب ســـاعٍ لـلـصلاحِ مـنـافق ٌ
مـسـعـاهُ هـــدمٌ دائـــمٌ وخـــرابُ
مـاضٍ بدعوى الـماء يـسكبُ زيـتهُ
داعٍ لــــدرءِ الــنــارِ وهـــو ثــقـابُ
لاتــنـكـرنَّ عــلــى لـئـيـم ٍفـعـلـهُ
فـالسمُ فـي افـعى الـرمال لعابُ
فـأعلمْ لـكلِ خـطى جـوادٍ كـبوة ٌ
فـلـربـمـا عــضـوا الـبـنـان وتــابـوا
واغـفـر كـيوسف إذ احـيط بـأخوةٍ
وهُـمُ إذ اتـهـموا الـذئـاب ذئــابُ
فـلـعل فــي الـغـفران تـوبةَ نـادمٍ
فـيكون فـي عـفو الـكريم صـوابُ
فاصفح له الصفح الجميل مخافةً
فــغـداً هـنـالكَ مـوقـفٌ وحـسـابُ
يـفنى الـزمان ولـستَ فيه مخلداً
كــل الــذي فــوق الـتـراب تــرابُ
فــجـزاءُ اصـحـابِ الـيـمين مـفـازةٌ
وجــزاءُ اصـحـاب الـشمال عـذابُ
_______
علي السعيد