جَفَّ دمعي لمْ أعُد أخشى الغرَقْ
ضاقتِ الدُّنيا بصَبري فانفَلقْ
كلُّ شيءٍ كُدِّرَتْ ألوانُهُ
ضاعَ لونُ الفجرِ في لَونِ الغَسَقْ
هَلَّتِ الدنيا بِوَجهٍ شاحبٍ
وانزوتْ في رُكنِ ذاكَ الـمُفترَقْ
أيُّ دربٍ سوفَ يختارُ المُنى ؟
غاب دربي في سرابٍ وانمحق
كانَ للرُؤيا طُموحٌ ها هُنا
ما به يُسبىٰ ؟ ومَن فيهِ نَعَقْ ؟
كلُّ آمالي اضْمحلَّتْ ، ما بِها ؟ 
غابتِ الأحلامُ في حِبرِ الورَقْ
ماتتِ الدُّنيا وضاعتْ مِن يَديْ
يا أبي ، مِن بعدِكَ الحُلْمُ احترقْ
كيف تمضي آخِذاً أحلامَنا ؟ 
تنهشُ الأحزانُ لَحمي في نَزَقْ
قَبلَ أن تغفوْ بعيداً راحلاً
تاركاً إيَّايَ في عَتمِ النَّفَقْ
كنتُ في سَعدٍ وأحيا هانئاً
صِرتُ أخشى الناسَ، دَوماً في قَلَقْ
صورةٌ تَجتاحُ عينيْ ، لا أرىٰ
غيرَ وجهِ الذئبِ في سُوقِ الـمَلَقْ
قلتَ لي أن أحذرَ الكذّابَ ، أنْ
أستبينَ الشَرَّ في قَولٍ نَطَقْ
أن أميزَ الخيرَ مِن أضدادِهِ
لا أساوي الناسَ في نفسِ الطَّبَق
تَرفَعُ الأخلاقُ مِقدارَ الورىٰ
في لسانِ الصدقِ ينجو مَن صَدَقْ
قد حلُمتُ الأمسَ أن نبقى معاً
كي أشبَّ اليوم في أبهى ألَقْ
لكنِ الأقدارُ شاءتْ فِرقَةً
ما عرَفتُ النومَ مُذ بابي انغلَقْ
كُنتَ ترويني بجرعاتِ الرِّضٰىٰ
جَفَّتِ الأغصانُ في فَصلِ الرَّمَقْ
يا أبي ذكراكَ في رُوحي
هَنَاءٌ لروحي
كُلَّما قلبي خَفَقْ
أنتَ باقٍ في مَصابيحِ الدُّجىٰ
أنت عُنواني ومِنكَ الـمُنطَلَقْ
سوفَ أُحصي كُلَّ حرفٍ قُلتَهُ
أحصدُ الزرعَ الذي الآنَ استَحَقّْ
__________
سهير صالحاني