ما أبلغ الشعر لولا أن بي وجعا 
أدمى يراعي وألقى خافقي شِيعا
ما اغزر الوجــد لولا أن أبـجدتي 
ضاقت بجرحٍ على أقطاره اتسعا
في كل بحرٍ يذوب الحرف محترقاً 
والقهر في مفردات الضاد مجتمعا
ما أبلغ العشق لـــولا أن فاتنتي 
قدّت ضلوعي وضّمت لوعتي قِطعا
أرنو إليها وأحـلامي قـد استبقت
في مقلة الشوق لا فُحشاً ولا طمعا
أغض طرفي وعين الشـرق نازفةٌ 
كأنما الليل أقصى النور واقتـلعا
سرى بنا الموت حتى ضـلّ وجهته ُ
وأثكل الزهــر فـي ريـــعـانه ونـعى
سيان تُهنا هُنا في وهنِ غربتنا 
وما افترقنا سوى كّنا هناك معا
سيان سرنا على آثـار سيرتنا 
نقص نهج الهدى سهلاً ومرتفعا
يا كعبة الحب يا صنعاء يا مهجي
زّفي جوانا على خدّ الضحى ورعا
ما زاغ عنك الهوى غرباً ولا أفلت 
شُهبي وإن أظلم الطغيان وابتدعا
هذا سهيل ارتقى بالدهـر طـالعـه ُ 
عـزاً على مبسم التاريخ قد سطعا
والجود ما زال يسجع فيك محتفياً 
ألا سقا الله صنعاء النـدى ورعـى

محمد المري