أَعُدُّ السِّنينَ مع الهمِّ عَدّاْ
وأرْقُبُ للشّوقِ فجْراً تردّى
وأعزِف لحْن الْحنينِ حزيناً
وحيداً كما لو تحمّلْتُ إِدَّاْ 
وأغْرقُ توْقاً لتحقيقِ حُلْمٍ
فما بالُ صُبْحي تناءى وصدّا؟!
شبابي يمُرُّ سريعَ الخُطَا
مُخِيْفاً ويهرُبُ مِنّي مُجِدّا
وماذا يفيدُ مريرُ البكاءِ
عليهِ وقدْ مَلّ مِني وبَدّا 
وهل ماتركتُ ورائي بِصِدْقٍ
يُخلِّفُ بعدي ثناءً وحمْداْ ؟!
وما في يدِيْ غيرُ سعْيٍ خجولٍ
أيَبْلُغُ بي ها هنالك رُشْداْ ؟!
وظنّيْ الْجميلُ افْتتاناً بِربّي
أرْجى (ثواباً وخيْرٌ مَرَدّاْ )
ولكن أخافُ غرورَ الأماني
خُصوصاً إذا لم أكُنْ مِستعِدّا
وخيْبَةَ ما أرتجي عِند ربّي
ويوم القيامةِ آتِيْهِ فرْداْ
وفرّطْتُ في جنْبِهِ..لستُ أدْري
أيَعْفُو؟! ومالي سوى اللهِ قصْداْ
فياليتَ أنّي فهمتُ حياتي
كما تنبغي أوْ لها صُنْتُ عهْداْ
أظَلُّ كـحقْلِ التّجاربِ فيها
وتمضي سنونيَ عقْداً فعَقْداْ
وفي كلّ يومٍ أُلَقَّنُ درْساً
جديداً .. وأرْقُبُ درْساً أشَدّا
وكم كنتُ أغبى وقد بِعتُ حظّي
وأنفقْتُ عمري وفاءً ووُدّاْ
لِصَحْبٍ يبثُّون عِنْدي وُروداً
وخلفي نِفاقاً يكيدُونَ كيدا
عرفْتُ أخيراً هُنا قدْرَ نفْسي
وأيَّ حياةٍ تهُدُّكَ هَدّاْ !
عرفتُ الكثيرَ الكثيرَ..ولِكنْ
أظنُّ بِأنّي تأخّرتُ جِدّاْ !!
(عبدالله السعيدي)