أنــا والـشعرُ تـنبِذُنا الـعَلالي .. وتـعشقُنا الـمَنافي و الـليالي
لأنّـي مـا أهـنتُ الـنفسَ يـومًا .. ولم أكتبْ لأصحابِ المعالي
ومـا نـافقتُ حـتى لـو بـحرفٍ ..فـإنَّ كـرامتي جـاهي ومالي
لعَمري مَقصدي لو كانَ نارًا .. سأُلقي النّفسَ فيها، لن اُبالي
ومـا سَـلَكتْ خُـطايَ صَعيدَ لَهوٍ .. ولا كانَ الهوى يومًا مجالي
ولا أنَـا بـالغَريرِ فـقد كـواني .. لـظى الـوَعثا وقدْ طالَ ابتهالي
وكــمْ خـاتـلتُ وَحْـيي لاصـطيادِ الـشَّواردِ والـقلائدِ لا الـجُفالِ
وقـد خَـوَّضْتُ شِـعري كُـلَّ بَحرٍ .. لكي تلقى مآرِبِيَ اكتمالي
نَـهلْتُ مُـروءَتي من عذبِ يَمٍّ .. عليِّ الكَعْبِ محمود الخِصالِ
وربّـانـي عـلـى الإسـلامِ نَـهجًا .. وأغـدَقَني دُروسـا كـاللآلِي
ولـقَّـنَني كـريـماتِ الـسجايا .. وأوصـاني مـخافَةَ ذِي الـجلالِ
وعـلَّـمني غِـيـابيَّا بــألّا .. أُهـيـنَ الـنـفسَ إمّــا ضــاقَ حـالي
وذي الـدنـيا مُـقَـلَّبةٌ قَـلـوبٌ .. ووَحـش الـرُّزْءِ يُـرديهِ احـتمالي
أيــا أبـتي تَـجلْجَلَ فـي جَـناني .. حـنينٌ واشـتياقٌ لـلخوالي
خَـبـرْتكَ والــدًا وأخًــا وأمًّــا .. وحِـضـنًا ضَـمَّـني وقـتَ الـمِلالِ
رحـلتَ ومـا رحـلتَ فـأنتَ بـاقٍ .. بقاءَ البـدرِ في صـدرِ الليالي
زهـيدُ الـعينِ مـا أغـراكَ زيـفٌ .. حَـفِظْتَ الـذِكْرَ لـم تُخدعْ بِآلِ
سَـنَـحْنَحُ حَـلِّـها لـيـلَ الـرَّزايـا .. وزاهــدُ دَهـرِها دُنـيا الـضّلالِ
نَــدِيُّ الـكَـفِّ حَـيـدرةٌ شـريفٌ .. شـديدُ الـبأسِ مِـرآةُ الـحَلالِ
لـغيركَ والـدي مـا فـاضَ مـدحي .. وغير اللهِ لمْ يَعلمْ سؤالي
ولــو كـانَ الـرثاءُ يُـعيدُ نَـجمًا .. لَـناحَ الـصُمُّ مـن وَجَـعِ الـمَقالِ
سـقى جَـدَثًا يَـضُمُّ نَـقاكَ ربٌّ .. سـواهُ الـكونُ يمضي للزوالِ
……………..
إبراهيم نزال