أنا ليسَ لي عِلْمُ الحواةْ
كَيْ أُخرِجَ الجبَلَ العظيمَ منَ الحصاةْ
وأَجُـرَّ آلافَ الفوارسِ كالأرانبِ
من بُطونِ القُبَّـعاتْ .
أنا ليسَ لي عِلْـمٌ
بتعبئةِ الشجاعةِ في القناني
أو فنِّ تحويل الخروفِ إلى حصانِ !
أنا لستُ إلاّ شاعِراً
أَبصرتُ نارَ العارِ
ناشبةً بأرديـةِ الغُفاةْ
فصرختُ : هُبّـوا للنجاةْ .
فإذا أَفاقوا للحياةِ
ستحتفي بِهمُ الحياةْ
وإذا تلاشتْ صرختي
وَسْطَ الحرائقِ كالدُخانِ
فلأنَّ صرخةَ شاعرٍ
لا تبعثُ الروحَ الطليقةَ في الرُفاتْ !
أنا شاعرٌ حُـرٌّ أُعاني
من حُرقةِ الآباءِ أَقتبسُ المعاني
ومِدادُ أشعاري تقاطَرَ
من دموعِ الأمهاتْ .
فمتى ستوحي بالهوى شفةُ الهوانِ ؟
ومتى ستطلعُ وردةُ الآمالِ
في تلكَ الدواةْ ؟
شِعري عُصارةُ عصرِنا
لا تطلبوا منّي اصطناعَ المعجزاتْ .
أوطانُنا رَهْنَ المنيّـةِ ..
والبقيّـةُ في حَياةِ الصولجانِ .
ورقابُنا تحتَ السيوفِ
وحتفُنا فوق اللّسانِ
ودماؤنا .. تجري دراهِمَ
فوقَ أفخاذِ الغواني .
وذواتُنا سجّادةٌ
لنعالِ أبناءِ الذواتْ .
هذي بذورُ حياتِنا
واللافتاتُ هيَ النباتْ .
لا سوقَ عنديَ للأماني
روحوا اشتروا تلكَ البضاعةَ
من دكاكينِ الولاةْ
أنا لا أبيعُ مُخدّراتْ !
____________
أحمد مطر