عن اليرموك حدث دون دمع 
فما ارتدعت ذئاب من بكاء
هل العبرات تروي جب موت
وهل تغني الدموع عن الدواء
أﻻ ياأمتي حتام شعري 
يظل أسير آهات الرثاء
هي النكبات تترا لست أدري 
أنحن الداء أم جمر الدواء
أنحن العضو يقطع في أنين 
ليبقى الجسم في جوف الرداء
لنا الرحمن حين النار تكوي 
ويشعلها أخ يا للشقاء
عﻻم الكفر يقتلنا وإنا 
لهم سيف يلمع كالحذاء
فنحن القاتلون ونحن نحن 
لأنفسنا نسارع بالفناء
ونحن المفسدون وإن لبسنا 
ثياب الصالحين بﻻ اهتداء
ونحن الغارقون ونحن جهلا
خرقنا الفلك في ليل الغباء
ونحن السافكون دما حراما 
إذا ما قد غرقنا في الدماء
ونحن المسلمون ونحن أعدى 
على الإسﻻم من سيف العداء
ونحن مع العدو بﻻ سيوف 
ونقتل بعضنا قتل الوباء
فمن بمخيم اليرموك جهرا 
يذيق الأهل حرمان الدواء
ومن ذا من يحاصرهم جياعا 
سوانا حين ماتوا بالعناء
أﻻيارب كن لأنين طفل 
مريض يشتكي جرح الإخاء
وأطفئ في المخيم نار حزن
نحاصره ونبعث بالعزاء
مفاعلة مفاعلة فعولن 
ولست أنا الفعول لدى النداء
وليست أمتي في البأس تمسي
مفاعلة لمن هو في بﻻء
فإني آثم بحروف شعري 
وقافيتي إلى يوم اللقاء
فعذرا أمتي عذرا فإني 
أنا الصعلوك في جنح البلاء
ولكن العزاء عزاء نفسي 
بأني ﻻأمل من الدعاء
عسى الرحمن يقبلني شهيدا 
لأعذر في القيامة بالدماء
____________
محمد أبو طاحون