شِدّي الرِّحَالَ إلى الأقصَى عَلَى عَجَلِ
قَبْلَ البُكـاءِ بِلا جَدْوَى عَلَى الطـَلـَلِ
وَهَلْ تُفِيــدُ مَرَاثِي الشِّــعْرِ لَوْ عَظُمَتْ
أوْ أدْمُعٌ سُفِحَتْ فِي الْحَادِثِ الْجَــلـَلِ
لا يُوقِفُ الْهَـدْمَ لا لَـــوْمٌ وَلا عَــــذَلٌ
وَلا رُكُــونٌ إلى الأعْــذارِ والْعِــلـَلِ
قَمِيــصُنا قُــدَّ وازْدادَتْ فضَـــائِحُـنا
لا فَرْقَ مِنْ دُبُــــرٍ إن قُـدَّ أوْ قُــبُـــلِ
يَا أمَّةَ الْعُرْبِ جَلَّ الْخَطْبُ فَاتَّحِــدِي
فقدْ غَدا الْخُلـْــفُ أمْرَاً غَيْرَ مُحْـتَمَلِ
خَمْسٌ وَسِتُّونَ مَرَّتْ وَالْحُرُوبُ بِنَا 
تَسِـــيرُ مِنْ فَشَـــلٍ مُزْرٍ إلى فَشَــــلِ
حَتَّى غَدَوْنا وَنَـــارُ الْيَـأسِ تَأكُلــُنا
نَصْـلَى وَتَرْمَدُ فِيــنَا بِذْرَةُ الأمَـــــــل
كَفَى هَوَاناً فقدْ ضَـجَّ الهَــوَانُ بِــنا
وَحَالـــُنَا فِيهِ أمْسَى مَضْـــرَبَ الـْمَــثَلِ
تَعْدوعَليْنا حُثــالاتُ الشُّـعوبِ فلا
نُحِــسُّ بالعَــارِ أوْ بِالْعَيْــبِ والْخَــجَلِ
وَفَــوْقَ هَذا وَذا نَرْضى بِذِلـَّتـــِنا
وَنُسْـــلِمُ الْحُكْـــمَ لِلأنْــذالِ والسَّـــــفَلِ
هُمْ مزَّقُــونا على أهْوائِهـِمْ مِزَقاً
وَقَسَّــــــمُونا كَما شَــــــاؤُوا إلى دُوَلِ
وَأسْــلـَمُونا إلى أعْدائِــنا لـُــقَمَـاً
وسَيَّجـُـــوا حُكْمَـــهُمْ بِالْجَـوْرِ والدَّجَلِ
لا هَــمَّ يَشْــغَلـُهُمْ إلَّا تَرَبُّــعُهـــُمْ
على الْكَـرَاسِي ولا يَرْضَــوْنَ مِنْ بَدَلِ
وَحَوْلَهـُمْ زُمَرٌ بَاعَتْ ضَمَائِرَها
مِنَ الزَّنادِيقِ و(الزُّعْـرَانِ والْهَمـَـــلِ)
أعْطَوْا لِإبْلِيـسَ ما شَـاءَتْ غِوَايَتُهُ
لِيُصْبِحُـوا مِثْــلَهُ فِي الْقَــوْلِ وَالْعَــمَلِ
وَحَكَّمُوا الْغَرْبَ فِيهِمْ كَيْ يُحَكِّمَهُمْ
فِيـنا امْتِـثَالاً كَحُكْمِ الجَّحْشِ فِي الْإبِـــلِ
فَمِنْ(جَاكَرْتَا لِنُوقِ الشَّطِّ) تَحْسَبُنا
كَمَنْ أصِيــبَ بِفَـقْــدِ الْعَـقْـــلِ، وَالشَّـلَــلِ
نَسِيـرُ خَلـْفَ سَرَابٍ ظَلَّ يَخْدَعُنا
بِغَيـــرِ وَعْيٍ كَسَيْــــرِ الشَّـــارِبِ الثَّــمِلِ
نَهِيـمُ فِي الأرْضِ والْبَيْدَاءُ تسْـلُقُنا 
وَهَـــائِمُ الرَّمْلِ يُخْــفِي سَــارِبَ السُّـــبُلِ
نَحْنُ الرَّعَايَا وَهُمْ يَرْعَوْنَ أمَّتَــنا
كَمَــا يَشَـــاؤُونَ رَعْيَ الذّْئــبِ لِلْحَـــــمَلِ
أعْطَوْا لِصَهْيُونَ مَا شَاءَتْ لِتُبْقِيَهُمْ
يُقْصُـونَ دَوْلَــتَها عَنْ سَـــاعَةِ الأجِــــــلِ
وَالْقُدْسُ وَالْمَسْجِدُ الأقْصَى بِأسْرِهِمَا
يَسْتَـنْجِدَانِ وَمَا فِي الْقَــــوْمِ مِنْ بَطَــــــلِ
آمَنْتُ بِاللهِ رَبَّـــاً لا شَـرِيـــــكَ لَهُ 
وَسَـيِّــــدِ الْخَـلْـقِ وَالْقُــــرْآنِ وَالرُّسُــــلِ
واللهِ يَا قُدْسُ مَا أشْرَقْتِ فِي خَلَدِي
إلَّا وَدَمْعِيَ مِثْـــلُ الْعَـــارِضِ الْهَـطِــــــلِ
قَالُوا ألَمْ تَخْشَ مِمَّا قُلْتَ؟؟ قُلْتُ لَهُمْ
(أنَا الْغَرِيـــــقُ فَما خَوْفي مِنَ الْبَـلَـــلِ)
_______________
محمد سمحان