وَطَـــنٌ يُـلَـقِّـنُهُ الــظَّـلامُ مَـواجـعَهْ
والـرُّعـبُ يَـمْـلأُ كـالـجِراحِ شَـوارعَهْ
إنْ سـارَ يَـسألُ عن سِماتِ غَدٍ لهُ
تَـــذْروهُ ريـــحُ الأمْـنِـيـاتِ الـضـائعةْ
وإذا تَــنــادَى مُـعْـلِـنًـا عـــن ثَـــورةٍ
رَسَـــمَ الـلـئامُ وَعـيـدَهُ ومَـصَـارِعَهْ
هـوَ ذا يُـناجي الـغَيبَ فـي ظُلماتِهِ
سُـبـحـانكَ اللهُمَّ.. يــاااا لَـلْـفاجِعةْ
الــتَّـيـهُ أذَّنَ حــيــنَ وَدَّعَ أمْــسَــهُ
فـغَـدَتْ بــهِ كُــلُّ الـجِراحِ مُـضارعةْ
يُـمْسي ويُمْسي خاشِعًا مُتَصَدِّعًا
مـن خَـشْيَةِ الآتـي ، يَعُضُّ أصابعَهْ
لـلـصُّبحِ لامَـعـنًى حَـوَى قـاموسُهُ
فـالـليلُ فَـهْـرَسَ سِـفْـرَهُ ومَـراجِعَهْ
لَـكَـأنـّمـا صَــهَــرَ الــزَّمــانُ نَــهــارَهُ
وبـلَـيـلِـهِ دُقـَّــتْ طُــبـولُ الـقـارعـةْ
وَطَـــنُ الـعُـروبـةِ.. والـضَّـياعُ يَـلُـفُّهُ
والـصَّـمْـتُ غَــربـيٌ يُـبـاركُ أدْمُـعَـهْ
قــد كــانَ شَـمَّرَ كـي يَـضُمَّ رَبـيعَهُ
فــبَـدا لـــهُ ذاكَ الـرَّبـيـعُ كـ زَوبـعـةْ
مُـوساهُ مـن أقـصى مَـدائنِ حُلمهِ
آوى إلـيـهِ ولــم يَـجِدْ مِـنْ مُـرْضِعَةْ
أحـلامُـهُ الـبَـيضاءُ وَهْــمٌ لــم يَــزَلْ
فـــي نَـبْـضِـهِ زَيــفٌ وثَـمّـةََ أقـنِـعَةْ
هـو فـي الـدُّنا شَـيخٌ قَـلَتْهُ صَـلاتُهُ
لَـمّا اسْـتَحَلَّ هَـوانَهُ في الصَّومَعةْ
سِـيماهُ مـن أثَـرِ الشَّقا في حُكْمهِ
يَـغْشَى مَلامحَها شُحُوبُ المَعْمَعةْ
وتَطُووولُ سيرتُهُ.. ويَنْكَمِشُ المَدَى
والـقَلبُ يَـخْفِقُ وهْوَ مُنْكَمِشٌ مَعَهْ
هــو مَـوطِـنٌ قــد هَـدَّنـي تَـعـريفُهُ
مـاعـاد فــي لُـغَـتي لأنـعَـتَهُ سِعةْ
حَـسْبي أرَتـِّل نَـزْفَ سُـورةِ مَـجْدهِ
ذاكَ الـــذي بـيَـدَيـهِ كــانَ فَـضَـيَّعَهْ
وبـخـافـقـي أمَـــلٌ يـَـضِـجُّ مُـــرَدِّدًا
يَـومًـا سَـيَـتْرُكنا لـكـي يـَسْـتَرجِعَهْ
_________________
زاهـر حبـيـب