نحو الجحيم أو الجنات فانصرفى
هذا سبيل وذا يانفس فاختارى
ﻻيستوى من بجنات الخلود ومن
فى حسرة الخلد يكسى حله النار
لقد رزقت بقرب الدار منزلة
وذا مرادك منى بعد أسفارى
فإننى لك خصم ﻻ أجور وﻻ
أرضى بمعصية لله من جارى
فلا يشار لمثلى بالتقى وأنا
تحت العمامه أخفى بعض أوزارى
أبعد صوم عن الآفات تنغمسى
فى الوحل ثم بجوف النار تنهارى
أبعد دمعه ليل فى الخفاء يرى الرحمن
إبليس فى ظلى وفى دارى
هذا رثاء بنزف القلب أنسجه
ذكرى إذا الغار يجمعنى بأشرار
وكنت بعد بهاء المجد منشغلا
بالشوك فى الطين بعد جميل أنهارى
لينشد الليل فى الفلوات قافيتى
وصاحب السوء يرحمنى بأشعارى
قد كان هذا الشريد الأمس فى نعم
ويقطف الورد يلحقه بأزهار
حتى أتاه غمام الذنب فى درك
من الهموم بلا طرق وإنذار
ولم يكن لمراد الله معترضا
وكان يبكى ذنوبا خلف أستار
لكنه اتبع الشهوات ترشده
إلى الهلاك فقوتل دون أنصار
وهاهو اﻵن ﻻ فى العارفين وﻻ
يذوق لذه جهل وسط أقذار
وليس ربك ظﻻما لمن عبدوا
دهرا وباعوا التقى بخسا بدينار
وﻻ يضل أناسا بعدما خشعوا
حتى يبين تقواهم من النار
يانفس هذا سبيل الأنبياء فهل
يباع هذا الهدى ﻻ لست تختارى
كلا فإنى سأسجد فى الثرى ولها
وأذرف الدمع فى جهرى وإسرارى
وأستعين بإخوانى عليك وﻻ
أخبئ الجرح فى أكفان أسرارى
وأذكر الله بعد لهيب معصية
وأغسل الذنب من دمع بأظفارى
وأجعل القلب يرجو الود حين مضى
لعل ماكان منى دون إصرارى
يانفس هذى حياه النور فالتزمى
ماعاد فى العمر إﻻ بضع أصفار
______________
محمد أبو طاحون