جَنَّ الطَّفولُ * وَأَرَّقَ السُّمَّارا
فَانْداحَ شِعْرٌ يُلْهبُ الأوتارا
وُتُجمَّعتْ حَوْلَ الجِّمار مَواسمٌ
فَتَداولتْ في هَمْسها أَسْرارا
لِيبوح صَمْتُ الصَّيف عَنْ زَلاتهِ
كَيْفَ اسْتباحتْ شَمْسهُ الأمصارا
واسْتعبدتْ كُلّ العُراة بجهلهمْ
رَفَعَتْ عَلَيْهِمْ كَيْ يَسودَ حمارا
فَتوقَّفَ التاريخُ عِنْدَ خَريفه
ضَرَبَ الكُؤوسَ ليطلب التكرارا
حَتَّی يُبَدِّد في المواجعِ عَصْفُهُ
ما كانَ خَلْفَ البائسين تَواری
فالرَّمزُ يَرْفعُ بالخيانةِ عَرْشَهُ
والعُهْرُ يَتَّخِذُ العفافَ سِتارا
ما عادَ يُخْفي الخائنون وجوههم
ذَهَبَ الحياءُ إذ الجميع سُكارى
دارَ الحَديثُ وللجمارِ نِهاية
شَهدتْ خِتاما يَسْتَثيرُ حِوارا
تَمَّتْ وبالإجماع صيغتْ تُهمةً
قَتَلَ الرَّبيعُ بزيفهِ الأزهارا
جَلبَ المصائب والخراب كأنه
وَقْعُ السَّماء يُخَطِّفُ الأبصارا
لَمْ يَحْتَملْ بَرْدُ الشتاء حَديثهمْ
فَأتَی بِدمعٍ يَغْسِلُ الأقذارا
______________
جاسر البزور