19 مارس, 2015 أمي
جَــثَوتُ لها وفـــاءً واحـترامــاً
أُقبّلُ تحــت أرجلِـها الـرَّغـَامــا
أُعَــفِـّـر هـَـامـتي بـترابِ نـعـــلٍ
بـه سَــارتْ لِـترعاني غــلامـــاً
فَتَحْتَ حِـذائـها جَــنّاتُ عـَـدْ ن ٍ
ومنْ أَنفاسِـها عِــطرُ الخُزامى
وأن الـله أكـرمَـــها مَــقـامــــاً
وأوصَـانـا بـهـا بِـِرّاً دَوامــــاً
فَـيا أُمّي فِـــداكِ الـــروحُ مـنّي
أُقَـدِّمُـهــا طَـواعـــيةً ً إذَا مــَـا
سَهِـرتِ لراحتي طـولَ اللـيالي
تُعـانينَ المصـاعـبَ والسَّـقَامـا
لكي يحـظى بملءِالـعينِ جَفني
ويبلغَ في ســعـادتِـهِ المنـامـــا
فكـمْ عَانـيتِ من آثــارِ حَــمْــلٍ
وكــمْ كابــدْ تِ آلامــاً عظـامــاً
فكنتُ إذا مَرِضْتُ مَرضْتِ بَعدي
تُقـاسينَ المَـرَارةَ َوالصِـّـيامــا
ووجْــهُـك كانَ مِـرآة ًلِوجــهي
يُحاكِــيهِ عُـبُوســاً وابتســامــاً
وإن بَدَرَتْ خِـلالٌ في فِعَــالي
فَرِحْـتِ بها وَطَــاوَلْـتِ الغَمامـا
فكنتُ إذا حَـبَـوْتُ حَـبَا بِحَـبْوي
فُـؤادُ ك يَرْتَـجي ليـثاً همـامــاً
وكـنتُ إذا دَرَجـْــتُ رَأيتِ مـنّي
مَليـكاً عـِـند مِشْـيَتِهِ تَسـَـــامى
وإن تَمْـتَمْـتُ لَعْــثمَـةً ً بِنُطْـــقٍ ٍ
رَأيْتِ به الفصَـاحــةَ والوَسَامـا
فـيا أمَّـاهُ … يــا أمَّ المـَـــعالـي
ويـا بَـدْراً تَجــلَّى واســــتقامــا
رِضى الرحمانِ ثمَّ رضاكِ عنّي
بَلغـتُ به المقـاصــدَ وَالمَرامـــا
وَصـَاياك التي حـَـلَّتْ فُــــؤادي
حَمَلْتُ بها على صَدري وِساماً
حَــنانُك نُسـغُهُ غَــذَّى الحَـنايـا
وعَطْـفُكِ مَنهـجٌ صـارَ الإمـامـا
وَإسمــُك أجملُ الأسماءِ عـندي
أُبـاهي في قَـــداسَتـِـهِ الأنــامــا
يُوَطِّــــدُ خُـطـوَتي وَينـيرُ دَ ربي
وَيمحــو من مَسَالِكِيَ الظـَّلامـا
هـي الأمُّ الحـبـيبةُ ُ في فــؤادي
لهـا عَرشُ الوَتِـين غَدا مَقـامـاً
بَلغْــتُ بِحُــبِّهـا مَجــداً كبــيراً
وَنِـلتُ بفــضـلها رُتـباً كــرامـــاً
على الإســْـلامِ رَبَّتني صـغيراً
وبالتّـقوى رَضـاعـاً وانفطـامــاً
تعــلَّمتُ الفصـاحـةَ من سَــناها
وأتقـنتُ البـلاغـــةَ والكــلامــــا
عَرَفْــتُ مـكارمَ الأخـلاقِ منها
وأنَّ العِـلْــمَ أعـلاهــا سَـنَامــــــاً
فلا أرضى بمــا دُ ونَ المـعالي
ولو كانـت نُجـومـاً أو إكـــامـــاً
هي الأمُ الحـــنونُ فـلا تلُــمني
إذا أطـنـبتُ مـدحـاً أو ســــــلامـاً
فَمَهْــمـَا صُـغْـت من دُ رٍ ّ ثَمين ٍ
ومهمـا قـُـلـتُ نـثراً أونِظـامـــــاً
فــإنّي لاأفـي جــُـزءاً يَســيراً
ولا طَلْـقاً عَســيراً أو وِحَـامــــاً
فعذراً إن قَـصَرْتُ فــذاك جَهْدي
وَحَسـْـبي أنَنِي أجْـثو احـترامــاً
لَهــا عـهـدي بأنْ أبـقى وفـــيّاً
إلى أنْ أبْــــلغَ الأجـَـلَ الخِـتامــــا
فياربـّاه … لاتخذل دُعـــــــائي
بجنات الخلود ِ لهـا مقامـــــــــاً
عبد الباقي عبد الباقي