تقاسمونا كقوالبِ أجبانْ
دويلاتٌ تقيمُ في ذات المكانْ
وحدودٌ تفصلُ بيننا
قطعوا أرحامَنا
جوازاتُ سفَرْ
تأشيراتُ دخولْ
بالأمسِ كُنّا أُمَّةً
واليومَ قد صرنا أُمَمْ
ماذا جرى يا إخوتي؟
ما عادَ يجمعُنا علَمْ ؟
تذكّروا أجدادَنا
هم وحَّدوا بلادَنا
والآنَ بعد رحيلهم
قد عشعشَ فينا الألَمْ
أين الغضبْ ؟
يا للعجَبْ
أين النداءَ لوحدةٍ بين العرَبْ ؟
هم قسّمونا لغايةٍ
والغايةُ نفطُ العرَبْ
والغاية ذهَبُ العربْ
والغاية بحرُ العرَبْ
والغايةُ ماءُ العرَبْ
والغايةُ يا إخوتي
أن يسرقوا قُدْسَ العرَبْ
أن يحرقوا أقصى العرَبْ
أين الغضَبْ ؟
يا للعجَبْ
أين النداءَ لوحدةٍ بين العربْ ؟
فالآنَ في أقطارنا
سُمٌّ تغلغلَ في العرَبْ
فتطيُّفٌ وتمذْهُبٌ وتعصُّبٌ
من صُنعِ أعداء العرَبْ
ويلٌ لنا من أمَّةٍ
رضِيَتْ بما كان انكَتَبْ
والسُّمُّ كان شهدَها
فتشتَّتَ شملُ العرَبْ
أين الغضَبْ ؟
يا للعجَبْ
أين النداءَ لوحدةٍ بين العرَبْ ؟
حُلُمٌ يُراودُ شاعراً
أملٌ بتوحيد العرَبْ
فكُلُّنا من طينةٍ
قد وحَّدَتْ فينا النَّسَبْ
وكلُّنا من بيئةٍ
قد وحَّدَتْ فينا الحَسَبْ
أمّا الترابَ فإنّهُ
قد وحَّدَ فينا العصَبْ
ضادُ العروبةِ أُمُّنا
تاريخُنا أصلُ العرَبْ
فلْتُشطبِ الحدودْ
ولْتُزرعِ الوُرودْ
ليفرحَ الجدودْ
وليفرحَ ربُّ العرَبْ
نحنُ عربْ … نحنُ عرَبْ… نحنُ عرَبْ
__________________
شعر: حسن رمضان – لبنان